وأهله، وافتداؤه أسرى بدر بتعليم كلُّ منهم عشرة من أبناء المسلمين خير مثال عملي على ذلك، وقوله في الحديث:(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) كان أكبر حافز على اهتمام المسلمين بالعلوم، وأستمع إلى القرآن الكريم كيف يعظم العلماء ويوجه الفكر توجيهاً صحيحاً:
(ألم ترّ أن الله أنزل من السماء ماء، فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها، ومن الجبال جدد بيضُ وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك، إنما يخشى الله من عباده العلماء، إن الله عزيز غفور).
وهذا يفسر لنا تلك النهضة العربية الإسلامية التي ظهرت بعد بعثته، وشغف المسلمين بالفلسفة والعلوم العقلية التي أحيا المسلمون شعلتها وزادوا في سناها، وتلقفتها أوربا من أيديهم ساطعة منيرة.
ولم يك محمد عليه السلام متعصباً لدينه، ينكر الأديان قبله ويذمها، بل جعل شرط الإسلام الإيمان بما أتى به النبيون من قبل:
(قولوا آمنا بالله، وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
ودين محمد لا يعرف التعصب بل يشمل الإنسانية كلها لا يفرق بين الأجناس ولا البلاد ولا الحدود:(وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه).
هذه لمحات سريعة من بعض تعاليم الإسلام التي أخرجت الإنسانية من الظلمات إلى النور، فهل لنا بنفحة من نفحات محمد عليه السلام ترف على العالم فتهديه سبل السلام وقد أوشكت مآسيه أن تلقف كل ما بنى النور وشيد؟!