للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومشيته تفيض منه الطمأنينة والثقة، فيتأثر منها الغير لدى مواجهته أو مصافحته أو رؤيته، ويشعرون بنفس الثقة والاطمئنان.

وأذكر مرة أني رأيته داخلاً الجامع العمري بمدينة بيروت بمناسبة المولد النبوي الشريف، فهتفت له الجماهير الإسلامية طويلاً، وحملته على الأعناق، ودخلت به المسجد.

ولقد رأيت الكثيرين من ممثلي البلاد الأوربية في المشرق فلم أر مثل فيجان، ولقد وصل غيره، ورتبت لهم الهتافات، إلا أن الجماهير لم تغمرها روح الحماس الذي كانت تحس بع عند رؤيتها الجنرال الشيخ والشاب في نفس الوقت.

وفي ليلة ومن الليالي استدعى باريس لقيادة جيوش الجمهورية وسد ثغرة سيدان، لقد تحطمت الجبهة واندكت حصون خط ماجينو في الشمال والزحف الألماني لا يقف، وراديو برلين يصيح: (لو بعث نابليون من قبره، لما كان في وسعه أن يغير القدر المحتوم!) لقد هزمت فرنسا وتمزقت جيوش الجمهورية!

وكنت جاراً للجنرال كايو، وقد زالت الكلفة بيننا، وفي عصر أحد الأيام دعاني لمنزله، وقال انه يغادر البلاد الليلة إلى مصر فالسودان فأفريقيا الغربية فمراكش إلى فرنسا، وذلك بناء على دعوة فيجان، إذ يجب أن يكون بجبهة القتال قبل أربعة أيام. قلت أنكم تنتظرون قرارات حاسمة. قال: إن إنقاذنا يحتاج لمعجزة

ودمعت أعين القائد أمام هذا التصريح، فاستأذنت بعد أن حملته سلاماً للقائد الذي وضعت فرنسا وبلادي مصر وغيرنا من البلاد آمالها في عبقريته وفنه العسكري يوماً من الأيام.

وانتهت صفحة من تاريخ العالم بمعاركه وفواصله وأسلاكه الشائكة.!

أحمد رمزي

القنصل العام السابق لمصر بسوريا ولبنان. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>