صفوف الناشئة ما داموا يضمنون أن التعليم الديني سيأخذ سبيله المستقيم إلى المدارس، وسيكون معنياً به كسائر العلوم الأخرى. بل أعتقد إن الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر سيكون أول مناد بهذا التوحيد الذي أصبح من الضرورات الملحة في سبيل لم الشمل وتخفيف حدة المنازعات والمخاصمات التي لا تجر على هذا البلد غير الويلات والنكبات.
ولقد أحس بعض القادة والمثقفين بضرورة العناية عناية صحيحة بالتعليم الديني في المدارس فتألفت لجنة في المركز العام للإخوان المسلمين للعمل على إحياء الروح الدينية ألحقت في المدارس المدنية، وجعل الدين من العلوم الأساسية التي يمتحن فيها التلاميذ امتحاناً حقيقياً لا صورياً حتى يأخذ حقه من عناية المدارس نظارها ومدرسيها وتلاميذها فيكون له أثره الفعال في النفوس. وإنا لنأمل أن تلقى هذه اللجنة تعضيداً من جميع الهيئات الإسلامية العاملة في مصر، وأن يشد أزرها الكتاب والأدباء المؤمنون بالفكرة حق الأيمان والذين لم تتلوث قلوبهم بالشبهات والزيغ عسى أن تلقى الفكرة ما تستحقه من عناية وتقدير في المجلس الأعلى وعند أولى الأمر جميعاً، والله ولي التوفيق.