الذي وضعته لسياستها في مراكش والذي قد يؤيده الشعب المراكشي المقدام على ما نظن إذا وجد فيه ضماناً لاستقلاله ووسيلة لتحريره من استعمار الفرنسيين الرجعي.
وإذا كان الأنجلو ساكسون لا يستطيعون أن يبقوا مكتوفي الأيدي وخاصة الأمريكيين حتى تنفذ روسيا خطتها في مراكش ويصبح بذلك البحر الأبيض بحيرة روسية والنفوذ الأمريكي تحت رحمة القوات السوفياتية المرابطة بالدار البيضاء واجادير فمن المحقق أيضا أن الأنجلو سكسون لا يستطيعون أن يدافعوا عن الوضعية الحالية التي تعيش فيها مراكش تحت السيادة الفرنسية والإسبانية.
وذلك لثلاثة أسباب:
(أ) لأن فرنسا وإسبانيا دولتان ضعيفتان لا يمكن التعويل عليهما مطلقاً في فرض حياد مراكش حتى لا يستغلها قوة عظمى ضد قوة عظمى أخرى لدى وقوع اعتداء ما.
(ب) لأن وجود فرنسا وإسبانيا بمراكش يعتبر كوجود الأعضاء الفزيولوجية الزائدة في الجسم الحي، أي كنتيجة باقية لسياسة سرية بائدة تغيرت عليها مقتضيات الأحوال ولا سيما بعد التصريح الروسي الذي لا يعترف بأي اتفاق أو تعهد وقع بعد ١٩٠٩ وفي مقدمة العقود التي لا تعترف بها روسيا عقد ٣٠ مارس ١٩١٢ الذي حول مراكش عملياً إلى مقاطعة فرنسية خالصة في صورة حماية.
(جـ) لأن حالة جديدة تكونت في البلاد العربية بسبب فكرة الجامعة العربية التي تستند على أساس دبلوماسي واضح ومعترف به، وهذه الجامعة تعتبر مراكش امتداداً طبيعياً لها ولذلك للأسباب نفسها التي تعتبر بها مصر مثلاً ولبنان وسوريا امتداداً طبيعياً لها، ففصلها عنها - بالنظر لشعور المراكشيين - قد يمهد الجو لجعل (اللغم المراكشي) أكثر حدة ويفتح الشهية للمتآمرين، ولاسيما وفرنسا قد فشلت في استمالة قلوب المراكشيين إليها وأصبحت الأحزاب السياسية هناك بعد أن تألفت في كتلة واحدة هي حزب الاستقلال تحرك الرأي العام بمشيئتها ساعية به لتحرير البلاد وحمل فرنسا على التصريح بإلغاء الحماية المفروضة، ويعتبر جلالة ملك مراكش على ما يقال من المؤيدين لهذه الاتجاهات التحريرية. ويظهر للإنسان خطورة الحالة من الآن عندما يرى في صحافة اليمين الفرنسية من حين لحين قلقاً على مستقبل الحماية وضغطاً على حكومة فرنسا بأن تبدل المندوب