وهي لا تتركني ادخل إلا إذا أقسمت لها اغلظ الإيمان إنني لن أمس شيئا من الآثار بيدي. وهي تؤمن بالخرافات أيمانها بالله فتعتقد ان هذه الكنوز أمانات للموتى تحرسها الأرواح وان هذه الأرواح تنال بالأذى من تمتد يده إلى تلك الأمانات.
- هذا كلام فارغ! واعتقاد فاسد ووهم باطل. كم من الوقت تستغرق المسافة بين هنا وبين منزلكم؟
- تستغرق ساعتين أو ساعتين ونصفا على أكثر تقدير.
- أني أود أن أرى قطعة من هذه الآثار فما رأيك! أود أن أراها لأتحقق اذهب هي أم فضة أم ماذا؟ فرجائي أن تذهب ألان وتعود بقطعة منها.
- أمرك نافذ يا سيدي! ولكني أرى أن القيام بهذا العمل في النهار غير مناسب، وإنما يناسبه الليل؛ لأنه احفظ للأسرار ثم أني على ميعاد ولا بد من الذهاب إليه قبل العودة إلى المنزل.
- أنصحك بترك كل عمل أخر لنتفرغ لعملنا نحن؛ فإننا سنعيش منه مترفين ولن نحتاج لشيء ولا لأحد مدى الحياة.
- الحق ما تقول، وأنني لن اذهب إلى السوق لقضاء مصلحة وإنما لمقابلة صديق ينتظرني فسأله فريد في صوت الخائف الشاك ومن يكون ذلك الصديق؟
- رجل لا تعرفه. وساكون بعد غروب الشمس في بيتي، ومهما تأخرت فسأرجع إليك الليلة (بالعينة) موضوعة في غرار تين مملوءتين بالفحم.
- وأي شئ تأتى به من هذه الآثار؟
- سآتي - أن استطعت - بشيء من القنديل ومسامير المقعد الكبير وما يمكنني قطعه من المهد.
- لا! لا! لا تمس المهد بسوء ولكن ادخل يدك في قاع (زير) وات بشيء مما تحت الغبار وان لم تجد غير الغبار فيكفي أن تأتي ببغضه في منديل
- أنها يا سيدي مهمة شاقة؛ فأني كلما أردت الدخول بكت والدتي وملأت الدنيا صياحا ولكني سأفعل المستحيل لإرضائها، والقيام بما أمرتني به. . وهنا ادخل فريد يده في جيبه واخرج كيس نقوده واخذ منه جنيهين من الذهب ووضعهما في يد بيرام وقال له: خذ هذا