للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نوم هنئ لما وفقهم الله إليه، وكان في هذا ما يسر الناس جميعاً، إلا هذا الفريق الذين لا يطيب لهم عيش إلا بتأريث الشر، وهم هؤلاء السبئية المؤلبة على عثمان والوالغة في دمه، عرفوا أن لا مقام لهم سواء انتصر علي أم خصومه. لان علياً لم يسكت عن إقامة حد متى تم له الأمر وأمكنته الفرص، وكذلك أصحاب الجمل أن ظفروا لم يتركوا أحداً ممن شرك في دم عثمان، لقد كان هم الناس من الفريقين قتلة عثمان أينما كانوا.

جمع أبن السوداء هؤلاء النفر في ظلمة الليل إليهم، وكان منهم علباء بن الهيثم وعدي بن حاتم وخالد بن ملجم وسالم بن ثعلبة العبسي وشريح بن أوفي والأشتر. . .، في عدة ممن وقعوا في شرك الطاغية عبد الله بن سبأ فلعب بعقولهم وسيرهم وأتباعهم إلى عثمان، جمعهم فتداولوا بينهم هذا الكلام:

(ما الرأي؟ وهذا والله على - وهو أبصر الناس بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، وأقربهم إلى العمل بذلك - وهو يقول ما يقول ولم ينفر إليه إلا قتلة عثمان والقليل من غيرهم، فكيف به إذا شام (نظر) القوم وشاموه، وإذا رأى قلتنا في كثرتهم؟؟. . . انتم والله ترادون، وما انتم بأنجى من شئ).

الأشتر: أما طلحة والزبير فقد عرفنا أمرهما، وأما علي فلم نعرف أمره حتى كان اليوم. ورأى الناس فينا واحد، وإن يصطلحوا فعلى دمائنا. . . فهلموا - يا قتلة عثمان - فلنتواثب على علي فنلحقه بعثمان، فتعود فتنة يرضى منا فيها بالسكون.

أبن السوداء: بئس الرأي رأيت: انتم يا قتلة عثمان من أهل الكوفة بذي قار ألفان وخمسمائة. وهذا أبن الحنظلية (القعقاع أبن عمرو) وأصحابه في خمسة آلاف: بالأشواق إلى أن يجدوا إلى قتالكم سبيلاً، فارقأ على ظلعك.

علباء بن الهيثم: - انصرفوا بنا عنهم ودعوهم؛ فإن قلوا كان أقوى لعدوهم عليهم، وإن كثروا كان أحرى أن يصطلحوا عليكم. دعوهم وارجعوا فتعلقوا ببلد من البلدان حتى يأتيكم فيه من تتقون به، وامتنعوا من الناس.

أبن السوداء: - بئس ما رأيت، ود - والله - الناس أنكم على جديلة (ناحية) ولم تكونوا أقوام برآء، ولو كان ذلك الذي تقول لتخطفكم كل شيء.

عدي بن حاتم: - والله ما رضيت ولا كرهت، ولقد عجبت من تردد من تردد عن قتله في

<<  <  ج:
ص:  >  >>