للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى ج١ص٦). وجاء في الكتاب نفسه لأبي حيان يفيد أن أئمة البصريين والكوفيين كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء وغيرهم لم يستشهدوا بالحديث، وعلل ذلك بما تقدم من العلل.

وأظنك الآن أيها الأستاذ توافقني على إغلاق باب الاستشهاد بالحديث.

أما أهل القبلة فتشهدهم بعد الصلاة مختلف فيه فمنهم من يقول (سلام عليك. . . . .) ومنهم من يقول (السلام عليك. . .) وحبذا لو أطلعتني على نص يوثق به يشير إلى انهم منذ زمن الرسول (ص) يقولون في التشهد (السلام عليك أيها النبي.).

وأما الأخفش الذي اتخذت منه حجة لقولك فلا يعتمد به لأنك لم تذكر المصدر الذي نقلت عنه.

وحسبك أيها الأستاذ أن تجد القاعدة مختصرة في هذا البيت القديم:

سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام

والحق انه لم يكن ينبغي لي أن آتيك بشواهد من آي الذكر الحكيم أو الشعر لأني لست بصدد ذلك.

والمسألة هي أن العرف الجاري بين الكتاب القدامى أن يبدءوا كتبهم بـ (سلام عليك أو عليكم) ويختموها بـ (السلام عليك أو عليكم). وحسبي أن اثبت كلام أبن قتيبة الذي تحاملت عليه في ردك عليَّ، قال: (وتكتب في صدر الكتاب: سلام عليك وفي آخره: السلام عليك، لأن الشيء إذا بدء بذكره كان نكرة فإذا أعدته صار معرفة. وكذا كل شيء نكرة حتى يعرف بما عرف، تقول: مر بنا رجل. ثم تقول: رأيت الرجل قد رجع. وتقول: رأيته قد رجع. فكذلك لما صرت إلى آخر الكتاب وقد جرى في أوله ذكر السلام عرفته انه ذلك السلام المتقدم - أدب الكاتب ص ٢٥٤).

وحسبي أن أعزز قول ابن قتيبة بالأدلة، فتفضل بالاطلاع على قسم من الكتب للعصر الإسلامي.

كتب الرسول (ص) إلى المقوقس ما يأتي:

(من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام. . . الخ - فتوح مصر لابن عبد الحكم ص٤٢، والطبري ج٣

<<  <  ج:
ص:  >  >>