للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقع نظره على فريد ومحمود اقترب منهما فحياهما وسألهما عن السيد لطفي فأجابا أنهما لم يرياه فاستأذنهما وخرج يواصل البحث عنه، ولم تمض بضع دقائق على خروجه حتى دخل السيد لطفي يتلفت هو الآخر ولما مر بجانبهما قال له فريد: لقد كان هناك منذ قليل (شفيق) يبحث عنك.

وإلى أين ذهب؟. ألم يقل لكما؟

لا ندري! فقد خرج دون أن يقول إلى أين ذاهب؟

لعله يرجع، فإني متعب من البحث عنه، ثم أدنى كرسيه منهما وقال: هل لديكما ما يمنع من أن أتشرف بالجلوس إليكما فقالا له:

تفضل فليس أحب لدينا من ذلك.

خلع السيد لطفي معطفه ووضعه فوق مسند الكرسي ثم جلس مع الشابين تبدو عليه مظاهر الحزن ودلائل التفكير مما حمل فريداً ومحموداً على سؤاله.

ماذا عندك؟ وفيم تفكر؟

لا شيء، فلم يجد للآن جديد وإني أعتقد أنه بعد قليل من الزمن سيكون لدينا أخبار جديدة مهمة.

وهل تعتقد أن شيئاً مهماً سيحصل؟

أقصد أخباراً شخصية خاصة لا مصلحية عامة.

طبعاً، إنك تعرف أننا نحب أن نسمع عنك كل خير ونتمنى لك كل سعادة.

أعرف ذلك جيداً وأشكركما.

على كل حال فإننا نهنئك مقدماً بما تنتظر من خير.

آه! لو تعرفان ماذا أنتظر؟ ثم رأى صديقه شفيقاً قد دخل من باب المقهى فقال لهما: هذا هو شفيق؛ وناداه فاقترب منهم وقال للسيد لطفي: أين كنت؟ فقد فتشت عنك كثيراً، إني أريد أن أحدثك على انفراد في موضوع هام.

انتظر قليلاً حتى أشرب الشاي فقد أوصيت عليه.

المسألة مهمة، لا تحتمل الانتظار، فاعتذر السيد لطفي للشابين ولبس معطفه وخرج مع شفيق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>