عن الموقف الأخير الذي وقفه اليهود العرب من الصهيونية ذكر فيه أن ممثل اليهود أمام لجنة التحقيق السيد عبادي أجاب هذه اللجنة حين سألته عن الفرق بين اليهودية والصهيونية بقوله:
إن اليهود والعرب يسلمون كل التسليم بالفكرة الصهيونية، وبوجوب إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين، وبلزوم هجرة اليهود والعرب من العراق ومصر وشمالي أفريقية إلى هذه الدولة اليهودية الجديدة
قال الأستاذ العيسى:(وهكذا قطعت جهيزة قول كل خطيب، وانتهى التدجيل الكلامي الذي دأب زعماء اليهود العرب يسمعونه مواطنهم المسيحيين واليهود من أنهم يشجبون ويلعنون ويمقتون كل من يقول بالصهيونية لأنهم يعتبرون أنفسهم عرباً).
ثم قال الأستاذ:(كنا دائماً نتجنب إدخال اليهود الوطنين في القضية الصهيونية ونحافظ على التفريق بينهما كلما كتبنا في الموضوع؛ أما اليوم فقد أراحنا هؤلاء المواطنون من هذا التكلف وصاحوا بأعلى أصواتهم أنهم لا شأن لهم معنا بل هم مع الصهيونية ضدنا، أما اليوم وقد صرّح الزبد عن الخمر وأظهروا حقيقتهم برضاهم واختيارهم، فقد حذفنا من قاموسنا كلمة صهيونيين وغير صهيونيين لأن الخصام السياسي أصبح محصوراً بين عرب ويهود على الإطلاق).
(دمشق)
ناحي الطنطاوي
حول لفظ البيوريتنز:
لست أرى ما ذهب إليه الأستاذ وديع فلسطين مع احترامي له وثنائي على حسن عنايته، فليست هذه الألفاظ صفات، وإنما هي أسماء لها مدلول أوسع مما تدل عليه الكلمة في اشتقاقها اللغوي. وهل نترجم الكاثوليكية مثلا والبروتستنتية إلى العربية، والمعتزلة، والمرجئة، والقدرية، والشيعة، إلى الإفرنجية؟
هذا، ولست أنكر أن إيراد تلك الأسماء الإفرنجية وسط الكلام العربي فيه شئ من الثقل، ولكن ذلك هو الصواب فيما أعتقد والسلام.