علوم اللغة والدين والفقه والأدب وسواها، ولمناسبة ظروف الحرب نقلت هذه الكتب كلها من المكتبة العامة إلى المغارات في المعادي لحفظها فيها، وقد بدئ أخيراً بإعادتها جميعاً إلى موضعها في دار الكتب.
وقد تقرر تكليف القسم الأدبي بالدار بمراجعة المخطوطات النادرة في المكتبة التيمورية لاختيار ما ينبغي نشره وطبعه منها، وبيم المؤلفات الخطية ٥٠٠ بأيدي بعض جلة العلماء لتكون خاصة بمكتباتهم، و ٣٠٠ بأيدي المؤلفين أنفسهم، و٤٠٠ ليست مؤرخة، و ٣٠٠ بها تواريخ كتابتها وهي منذ القرن الهجري السادس وما بعده.
وقد ندب للقيام بهذا العمل الأستاذ أحمد لطفي السيد، والأستاذ محمد عبد الجواد الأصمعي من محرري القسم الأدبي.
١ - نص ثالث
كنت قد أشرت في جوابي للأديب الذي عقب على مقالتي (من غزل الفقهاء) بشأن بيتي عروة بن أذينة، إلى نصين معتبرين: نص الأغاني للأصبهاني (الجزء ٢١) ونص البكري في شرح الأمالي لأبي علي القالي (١: ١٣٧)، على أن البيتين لعروة لا لعمر بن أبي ربيعة وإن ذكرا في ديوانه الذي جمع في عصر متأخر، وأخذهما من هناك (فيما يظهر) الأستاذ العقاد. وقد أراني اليوم الطالب النابغة السيد عصام العطار من طلاب المعهد العربي في دمشق نصاً ثالثاً أورده شاكراً له مثنياً عليه.
جاء في الجزء الأول من زهر الآداب للحصري (ص١٥١):
(وكان عروة بن أذينة على زهده وورعه، وكثرة علمه وفهمه، رقيق الغزل كثيره (إلى أن قال) ومرت به سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم فقالت له: أنت الذي تزعم أنك غير عاشق، وأنت تقول:
قالت وأبثثتها سرى (الخ) البيتين.
والله ما خرج هذا من قلب سليم قط.
ولو تتبعت المصادر لوجدت نصوصاً أخرى كثيرة، ولكن المسألة أهون من أن يبذل فيها هذا الجهد.