للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والقرآن الكريم يقول عن يأجوج ومأجوج إنهم سينطلقون في اليوم الموعود (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) وأنهم كانوا محبوسين محجوزين (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون).

قال السيد محمد علي: وقد ذكرتهم التوراة في سفر حزقيال حيث جاء فيه: (يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض مأجوج رئيس روش ما شك وتنبأ عليه وقل: هكذا قال السيد الرب. ها أنذا عليك يأجوج رئيس روش ماشك وتوبال، وأرجعك وأضع شكائم في فيك وأخرجك أنت وكل جيشك خيلاً وفرساناً كلهم لابسين أفخر لباس، جماعة عظيمة مع أتراس ومجانّ كلهم ممسكين السيوف: فارس وكوش وفوط معهم كلهم بمجن وخوذة، وجومز وكل جيوشه وبيت توجرمه من أقاصي الشمال مع كل جيشه شعوبا كثيرين معك).

أو حيث جاء فيه: (ها أنذا عليك يأجوج رئيس روش ماشك، وتوبال، وأدرك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال.

فهل يدري القارئ من هم يأجوج ومأجوج هؤلاء في رأي السيد محمد علي ورأي القادياني من قبله؟

إنهم الروس والإنجليز، أو السلاف والتيوتون في الشمال؛ ومصداق ذلك أن الماشك قريبة من الموسكو، وأن الروش قريبة من الروس، وأن ميشك وتوبال نهران في روسيا تنسب إليهما موسكو وتوبلسك العاصمتان المعروفتان الآن، وأن الروس والإنجليز معاً قد جمعوا شعوب الأرض للتغلب على ملك الدنيا، وسينقلب بعضهم على بعض ويموج بعضهم في بعض، قبل أن يجمعهم داعي السماء إلى كلمة الحق والسلام.

وهذا مثل من أمثلة التفسيرات والتطبيقات التي قلنا إنهم يترخصون فيها ويمتدون بها إلى حوادث الزمان الحاضر وما يليه، ويعتقدون أنها وما سيعقبها من الحوادث العالمية مكنونة في آيات الكتب السماوية تنتظر من يفتح الله عليه بفهمها وإدراك مغازيها فيتولى تبصير الأمم ما أنذرتهم به السماء وما ساقته إليهم من البشائر، وهم لا يفقهون.

أما الفتح أو الإلهام فقد جاء في كتاب من تأليف ميرزا أحمد القادياني نفسه عنوانه (تعاليم الإسلام) وموضوعه حل المشكلات الدينية من وجهة النظر الإسلامية. وفيه أن العقل والتعليم مصدران من مصدر المعرفة الإلهية ولكنهما في مرتبة دون مرتبة الإلهام، وأن

<<  <  ج:
ص:  >  >>