كان يوم الخميس الماضي يوماً حافلاً حقاً، فقد شهدنا فيه بأعيننا صرحاً من صروح قوميتنا العزيزة، وغرساً من غراس تلك الأيدي العاملة الكريمة
كان في انتظارنا رتل من السيارات أمام دار بنك مصر أقلتنا إلى المحلة الكبرى، فلما دخلنا المدينة وبلغنا مقر دار الشركة كان في استقبالنا رهط من موظفيها الكرام على رأسهم مدير الشركة العام الدكتور محمد عبد الطيف محرم، فطافوا بنا أقسام المصنع يشرحون لنا مختلف آلاته ومتنوع غاياته
تبلغ مساحة الأرض التي شيدت عليها مصانع الشركة مائة فدان، وقد بنيت كلها على أحدث النظم الصحية وجميع العمال والمديرين والمهندسين من المصريين إلا اثنين من الأوربيين دعت الضرورة القصوى إلى استخدامهما
وقد افتتحت مصانع الشركة لأول مرة في ٢٣ إبريل سنة١٩٣١ وعدد أنوالها ٤٤٨فزيدت في عام ١٩٣٢ إلى ١٢٠٠ولن يأتي العام القادم حتى تبلغ ٤٠٠٠، أما المغازل فكان عددها ١٢٠٠٠ مغزل في عام ١٩٣٢ فزاد حتى بلغ الآن٥٠٠٠٠ مغزل وسيزداد إن شاء الله باطراد كل عام
وكان عمل الشركة في بادئ الأمر قاصراً على غزل القطن ونسجه، ولكن ما وافى عام ١٩٣٣ حتى أدخلت فيها صناعة غزل ونسج الكتان، وفي عامنا هذا أنشئت مصانع لغزل الدوبارة والفانلات والجوارب وبكر الخيط وغيرها، ويعدون العدة منذ الآن لكي يقوم مصنع الصوف في عام ١٩٣٦بصنع البدل الصوفية ولوازمها من الصوف كذلك
وإن الذي يزيد في سرور كل مصري وابتهاجه أن يعلم أن عمال الشركة الآن يبلغون ٦٠٠٠ عامل سيزاد عددهم بعد عامين على الأكثر إلى ١٨٠٠٠ عامل، ولحرص الشركة على أن يكون كل شيء مصرياً أنشأت مصنعاً كبيراً لصنع ما تحتاج إليه من الآلات، ولكي لا تضطر إلى استخدام أجانب فيه أوفدت عدة بعثات إلى أوربا من خريجي المدارس الصناعية. وتخرج الشركة الآن أنواعاً عديدة من الأقمشة معروفة في سائر الأسواق: منها (التيل الكاكي) و (فولار) و (دبلان) و (تيل المراتب) و (زفير) و (سكروته) و (فوط للوجه) و (بشا كير) إلى غيرها مما لا يتسع المقام لذكره
هذا قليل من كثير مما قام به بنك مصر من جسيم المشروعات التي سار بها من نجاح إلى