للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولقد أجمع الناس - أو كادوا - على فضل التغابي في كل عصر كما تعلمون، وأفاض المبدعون وافتنوا في تصويره ما شاء لهم خيالهم وافتنانهم.

فقال (زهير بن أبي سلمى) في معلقته الرائعة:

(ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم)

ثم تلاه معاوية فقال: (السرو التغافل).

ثم جاء عمر بن أبي ربيعة. فقال:

(تبا لهن بالعرفان لما رأينني ... وقلن: امرؤ باغ أضل وأوضعا)

ثم تلاه المتنبي فقال:

(ليس الغبي بسيد في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي)

وأعقبه شيخ المعرة فقال:

(. . . . . . . ... وتبا له، فإن دهرك أبله)

(قوم سوء، فالشبل منهم يغول ... الليث فرسا والليث يأكل شبله)

بعد أن قال:

(ولما تعامى الدهر وهو أبو الورى ... عن الرشد في إنحائه ومقاصده)

تعاميت حتى قيل: إني أخو عمي ... ولا غرو أن يحذو الفتى حذو والده)

ومن أبرع ما عرفته في هذا الباب الذي استفاض فيه فحول الشعراء والكتاب ذلكم المثل التركي الذي يقول:

(عظموا أقداركم بالتغافل).

ويقابله قول ابن زيدون:

(إن السيادة - بالإغضاء - لا بسة ... بهاءها، وجمال الحسن في الخفر)

وقريب منه قول بعض الأفذاذ من القدامى المبدعين:

(أقبل معاذير من يأتيك معتذراً ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا

فقد أجلك من أرضاك ظاهره ... وقد أطاعك من يعصيك مستترا)

كامل كيلاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>