أن الانتخابات في الصين لن تكون من درجة واحدة كما هو الحال في الديمقراطيات الأوربية، بل سوف يجتمع رؤساء كل مائة أسرة معاً وينتخبون من ينوب عنهم، وبذلك سوف يكون نظام الحكم في الصين مزيجاً من الديمقراطية والبطريركية التي تسود الصين الآن. ومن الدلائل التي تبشر بقيام الحكم النيابي في الصين وجود مجلس الشعب السياسي هناك ' وهو يتألف من مائتي عضو من الرجال والنساء، وكلهم معينون. وهم يمثلون كثيراً من مدارس الفكر والمهن والأعمال المختلفة؛ وقد أبدى المجلس براعة كبيرة في مناقشة وبحث أمهات المسائل التي عرضت عليه، ولكن يقلل من أهميته أنه لا يعد مسؤولاً أمام الشعب.
وهناك عامل آخر تظن السيدة جالبريت أنه سيكون له شأن كبير في تطور الديمقراطية في الصين، وهو سعة انتشار الشيوعية هناك ووجود حزب شيوعي قوي يضم كثيراً من الأفراد من أصحاب الثقافة العليا ومن أكابر المفكرين الصينيين. وقد أمضى معظم أعضاء الحزب الشيوعي أعواماً طويلة في خدمة الجيش الأحمر الروسي، كما أنفقوا جهوداً كبيرة في تعليم الفلاحين وإصلاح حالهم؛ وقد ساعدهم ذلك على تعرف ظروف حياة الطبقات العاملة هناك، كما أصبحت لهم خبرة واسعة بوسائل الإصلاح التي يمكن أن تجدي عليهم. بيد أن الحكومة المركزية في الصين لا تعترف بالشيوعية ولا تقر طرقها، بل إنها تناصبها العداء صراحة، ولا يزال الصراع سجالاً بين الحكومتين إلى الآن.