مادة (زيتون): وقد يعتصر من الزيتون الفج الزيت، وقد يعتصر من الزيتون المدرك. وزيت الإنفاق هو المعتصر من الفج. أهـ. وقال داود الانطاكي في الجزء الأول من كتابه تذكرة أولى الألباب:(زيت) وهو الدهن المعتصر من الزيتون، فإن أخذ أول ما خضب بالسواد ودق ناعماً وكب على الماء الحار ومرس حتى يخرج فوق الماء فهو المغسول؛ ويسمى زيت أنفاق. وإن عصر بعد نضج الثمرة وطبخ بالنار بعد طحنه وعصره بمعاصير الزيت فهو الزيت العذب. أهـ. وفي بحر الجواهر لمحمد بن يوسف الطبيب الهروي (طبعة الهند على الحجر): والزيت قد يعصر من الزيتون المدرك، وزيت الإنفاق هو المعتصر من الفج، وإنما سمي به لأنه يتخذ للنفقة، ويقال له الركابي أيضاً لأنه كان يحمل على الركاب أي الإبل من الشام إلى العراق، كذا قال بعض الفضلاء. وقال مولانا نفيس: نقل أبو ريحان في الصيدلة عن ماسر جوبه أن كل ثمر يكون غضاً نضيراً يقول له أهل الروم انفاقين، والانفاق مشتق منه. أهـ. أقول إن قول ماسر جويه هو الصحيح، فإن الكلمة معربة من اليونانية، ويريدون به كل ثمر فج، ومنه الحصرم. وجاء في لاروس الكبير أن مشتقة من امفاكس المذكورة وجاء في قاموس ليتره الطبي في مادة قوله: , وترجمته: زيت الإنفاق زيت مر معتصر من الزيتون الذي لا يزال غضاً. أهـ.
أما زيت الماء فالمفهوم أنه المعتصر من الزيتون المدرك، سمي به في مقابلة الركابي، لأنه كان يجلب إلى البصرة بالسفن نهراً.
وأما الأبيات الواردة في ص ٤٧٦ من الرسالة وهي:
تهنا لثعلبة ابن قيس جفنه ... يأوي إليها في الشتاء الجوع
ومذانب لا تستعار وخيمة ... سوداء عيب نسيجها لا يرقع
فكأنما فيها المذانب حلقة ... ودم الدلاء على دلوج ينزع
فكنت قد صححت (ودم) ب (وذم). ورأى الآن أن الأبيات تحتاج إلى تصحيحات أخرى كي يظهر لها معنى مقبول؛ ففي البيت الأول تستبدل (فينا)(بتهنا) و (خيمة)(بجفنه) وفي الثاني تستبدل (جونة)(بخيمة) و (سخامها)(بنسيجها) و (لا يرفع) ب (لا يرقع)، وفي الثالث (تنزع)(بينزع)، و (ولوج) جمع ولاج وهو الولادي (بدلوج) ذلك أن الإنسان يبرد