واتفق أن انشقت من ذاتها الزجاجة فظهر من السلطان التطير من ذلك فأنشد الفقيه مرتجلاً:
ومجلس بالسرور مشتمل ... لم يخل فيه الزجاج من أدب
سرى بأعطافه ير نحه ... فشق أثوابه من الطرب
فسر السلطان وسرى عنه، واستحسن من الفقيه ما بدا منه وأمر له بجائزة سنية.
٧٥٠ - علم أو أدب أو فائدة
نقش مأمون بن آدم على باب داره هذين البيتين:
إن كنت صاحب علم أو أخا أدب ... أوفيك فائدة فانزل ولا ترم
وإن تكن صورة لا فيك فائدة ... ولا مؤانسة فارحل ولا تقم
٧٥١ - ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس
في صبح الأعشى: اعلم أن اللحن قد فشا في الناس والألسنة قد تغيرت حتى صار التكلم بالإعراب عيباً، والنطق بالكلام الفصيح عيا والذي يقتضيه حال الزمان والجري على منهاج الناس أن يحافظ على الإعراب في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وفي الشعر والكلام المسجوع وما يدون من الكلام ويكتب من المراسلات ونحوها؛ ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس الدائر على ألسنتهم مما يتداولونه بينهم، ويتحاورون به في مخاطبتهم، وعلى ذلك جرت سنة الناس في الكلام منذ فسدت الألسنة.
٧٥٢ - فوجده كما قال
قال أبو السحن المدائني: أصبح عبد الملك يوماً في غداة باردة فتمثل قول الأخطل:
إذا اصطبح الفتى عنها ثلاثاً ... بغير الماء حاول أن يطولا
مشى قرشية لا شك فيها ... وأرخى من مآزره الفضولا
ثم قال كأني أنظر إليه الساعة محلل الإزار مستقبل الشمس في حانوت من حوانيت دمشق ثم بعث رجلاً يطلبه فوجده كما قال.
٧٥٣ - يا سدرة الوادي
قال أبو السعادات بن الشجري:
هذى السديرة والغدير الطافح ... فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح