للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند الجماعة، وجرى يوماً بينه وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة، فأكثر القاضي أبو بكر الكلام ووسع العبارة وزاد في الإسهاب ثم التفت إلى الحاضرين وقال: اشهدوا علي، إنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب.

فقال الهاروني: اشهدوا علي، إنه إن أعاد كلام نفسه، سلمت له ما قال.

٧٦٤ - الحياء، الخجل، الوقاحة

(الذريعة) للراغب: الحياء انقباض النفس عن القبائح، وهو من خصائص الإنسان. والخجل حيرة النفس لفرط الحياء، ويحمد في النساء والصبيان، ويذم باتفاق من الرجال. والوقاحة مذمومة بكل إنسان إذ هي انسلاخ من الإنسانية، وحقيقتها لجاج النفس في تعاطي القبيح، واشتقاقها من حافر وقاح أي صلب، وبهذه المناسبة قال الشاعر:

يا ليت لي من جلد وجهك رقعة ... فأقد منها حافراً للأشهب

٧٦٥ - اسمه غازي

(وفيات الأعيان):

كان أبو الفتح غازي بن صلاح الدين صاحب حلب ملكاً مهيباً عالي الهمة حسن التدبير والسياسة.

يحكى عن سرعة إدراكه أشياء حسنة، منها أنه جلس يوماً لعرض العسكر وديوان الجيش بين يديه، وكان كلما حضر أحد من الأجناد سأله الديوان عن اسمه لينزلوه حتى حضر واحد فسأله عن اسمه فقبل الأرض، فلم يفطن أحد من أرباب الديوان لما أراد، فعادوا إلى سؤاله فقال الملك: اسمه غازي، وكان كذلك؛ وتأدب الجندي أن يذكر اسمه لما كان موافقاً لاسم السلطان، وعرف هو مقصودة.

٧٦٦ - وجه المليح أطل من شباك

قال القاضي محيي الدين بن قرناص:

وحديقة غناء ينتظم الندى ... بفروعها كالدر في الأسلاك

والبدر في خلل الغصون كأنه ... وجه المليح أطل من شباك

٧٦٧ - ليس هذا من سؤال القضاة

<<  <  ج:
ص:  >  >>