فكان انفجار القنبلة الأولى (الشرق للشرقيين) التي حفزت الشعوب الشرقية لمقاومة الاستعمار الغربي يهدر في المحيط الشرقي فيرتجف الغرب له، ويزيد في تقوية مركزه. وفي ٢٠ مايو سنه ١٩٠٨ نهضت إندونيسيا الكبرى نهضة قوية مركزها على أسس علمية حديثة. فقد أنشأ طلبة كلية الطب برئاسة الدكتور وحيدن بمدينة جاكرتا جمعية أو النزعة الفاضلة للمقاصد الآتية:
١ - السعي لاستقلال إندونيسيا السياسي.
٢ - العمل لنشر الثقافة العالية.
٣ - العمل لإصلاح الحالة الاقتصادية.
وفي شهر أكتوبر عام ١٩٠٨ عقدت الجمعية أول مؤتمراتها. فبلغ عدد الأعضاء ٠٠٠، ١٠ عضو، وهذا رقم يدل على قبول الشعب لمقاصد الجمعية.
كان أكثر المنتسبين للجمعية طلبة المدارس والكليات العالية وأبناء الأسر الراقية، وانتشرت فروعها في أنحاء إندونيسيا. تسعى لتحقيق مقاصد الجمعية، واشهر من قاموا بالدعاية للجمعية الدكتور لشلومو الذي اصبح في عام ١٩٣٦ زعيما لحزب إندونيسيا الكبرى وشكري أمينوتو الذي اصبح في عام ١٩١٢ زعيما لحزب (الرابطة الإسلامية). وتعتبر جمعية (بودي أوتومو) الحجر الأساسي للأحزاب الوطنية، والدعامة الأولى في صرح النهضة الإندونيسية الحديثة.
استطاعت جمعية بودي أوتومو إثارة الروح القومية، وإشعال نار الحماسة في نفوس الإندونيسيين. فأصبحت إندونيسيا أتونا يتقد، وفي ١٠ سبتمبر سنة ١٩١٢ ظهر في المسرح السياسي - الهولندي الإندونيسي - حزب سياسي له سلطته الدينية وقوته القومية، هو حزب برئاسة شكري أمينوتو لتنفيذ الخطط الآتية:
١ - العمل لتحرير إندونيسيا السياسي التام.
٢ - الدفاع عن الإسلام.
٣ - توسيع نطاق التعلم، وإصلاح الحالة الزراعية والاقتصادية.
وفي عام ١٩١٦ بلغ عدد أعضائه ثلاثة ملايين عضو. أما فروعه فمنتشرة في المدن والقرى، وللحزب أقسام عليا رئيسية هي: التشريع، والقضاء، والتنفيذ. وأقسام أخرى