للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا توقظوها. . . إنها حالمة.

يهوي على قلبي أسى مبهم

أكتمه قسراً فلا يكتم

ألا أيها الأسى في أية جانحة تجثم؟

لا خمر تقوى على أمرك!

ولا غادة تقوى على قتلك. . .

أي أسى في روحي السائمة؟

تذوقت أيها الغريب جمال الصحراء الذي لا تنتهي حدوده كما لا تنتهي لها حدود،

وفنيت مع طيوبها، وامتزجت مع ألوانها

وجريت مع (فراتها) الصامت، ورتلت مع أطيارها،

فمالك لم يشبعك جمال، ولم تذهلك هذه الأشكال؟

فيك وحشة من كل شيء، لا يغلب عليها شيء،

ولا تنير آفاقك المظلمة شمس، ولا ينفذ إليها قمر

لأن في روحك وحشة من كل شيء. . .

لا الطبيعة تشبع نفسك، ولا عبيرها يسكر روحك.

لأن مدينتك الصغيرة بعيدة عنك. . .

وإن لم يكن لك في مدينتك - أيها الغبي - إلا الصخور والأمواج، فإنها ستدعوك إليها.

لا حبيب في زواياها يناديك.

ولا صديق يناجيك.

الرمال التي تحسبها جامدة ميتة. . . الرمال التي كنت تعبث بها طفلاً تناديك.

تناديك لتحتضنك. . . هي مبعث وحشتك، وموئل ذكرياتك.

للصخور الصلدة روح، وللأمواج المتقلبة روح

تحيا كلها في حنايا روحك

هي نائمة كمدينتك النائمة. . .

لا توقظوها. . . إنها نائمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>