وينتزع الشفقة والرحمة من القلوب، ويدع طوائف الأمة متحاربة ومتباغضة.
وأباحت شرب المسكرات، وهي جناية على المال والعقل والأهل والذرية.
وليس فيها ما يقي الأعراض من الجناية عليها: فامتهنت الكرامات وكثر اللقطاء، وشاع في الأرض الفساد كذلك خلت من الزواجر التي تحول بين المجتمع وبين مفاسد الميسر والقمار.
وقد يحتجون لإباحة بعض هذه المنكرات باحترام الحرية الشخصية، وما دروا أن هذه الحرية قررها الإسلام على ألا يساء استعمالها، وألا يكون فيها ضرر على الأفراد أو المجتمع (وهذا هو شأن الحرية الصحيحة الجديرة بالرعاية والتقدير).
ومما لا شك فيه أن هذه الجرائم التي أشرنا إليها مفاسدها لا تقتصر على مقترفيها، بل تشملهم ورهطهم، وقد تتعداهم إلى المجتمع والأمة.
من أجل هذا حظرت شريعة الإسلام تلك ألمنا كير، وأعدت كل أمة تأخذ بأحكامها لحياة اجتماعية يسودها التقدم والنهوض، وتنتفي فيها ذرائع الفساد وأسبابه، وتتوافر فيها العزة والكرامة والمنعة، وتلك الحياة الخليقة بخير أمة أخرجت للناس.