القدم عرجاء فاعمل لها حذاء على حدة. . . أما القدم الأخرى وقدمي الطفلة الثانية. . . فهي صحيحة متشابهة وحجمها واحد. . . إنهما توأمتان. . .)
فسجل سيمون ما قاسه على وريقة صفراء. . . وقال يحدث السيدة: -
- (ما الذي حدث لها؟! فأصابها بهذا العرج. . . إنها تبدو جميلة. . . أو ولدت هكذا؟!)
- (كلا. . . فلقد حصرت أمها قدمها فالتوى. . .)
فتعجبت (مترونا) وتساءلت من تكون هذه السيدة؟! ومن تكون هاتان الطفلتان. . . فقالت في صوت شاع فيه ما يجول في نفسها من دهش.
- (الست أمها إذن؟!)
- (كلا. . . يا سيدتي الفاضلة. . . لست أمها، ولست إحدى قريباتهما. . . لقد تبنيتهما. . .)
فزاد عجب (مترونا) وهي تقول:
- (ليستا طفلتيك. . . وتحبينهما هذا الحب؟!)
- (ليس لي حيلة في ذلك؟! أطعمهما وأربيهما. . . ولقد رزقني الله ولداً ولكنني احتسبته. . . وما كنت أحسبه مثل حبي هاتين الطفلتين!.
وطفرت من عينها دمعة حارة. . . تألقت في مقلتها. . . ثم لم تلبث أن انحدرت على وجنها. . . فمسحتها في هدوء وحزن فقالت مترونا في أسف وتأثر: -
- (معذرة. . . ما كنت أحسب أن هذا يجلب إلى نفسك الحزن والألم. . . ولكن من هي أم هاتين الطفلتين؟.)
(البقية في العدد القادم)
مصطفى جميل مرسي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute