للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليازجي. ولها مع أديبات عصرها في سوريا ومصر وبغداد مساجلات ومراسلات تنم عن لطف وبراعة في التعبير، ونشرت عدة من المقالات بعضها في مجلة الضياء تناولت فيها قضية المرأة الشرقية وغيرها، وغلب على نظمها مسحة الشعر اليازجي في السهولة والرقة، وقد عمرت طويلاً. وممن كتب عنها من الغربيين المستشرق بروكلمن ١١٤٩٥) وأما الشرقيون فكثيرون نخص بالذكر منهم الأب لويس شيخو اليسوعي (الملاحظات شيخو: التأريخ ص ٤١٥ - ١٦ ونفس الفهرست ص ٢١٣ العدد ٨٢٩) ومحاضرات الآنسة مي (مريم زيادة وقد خصصتها بها وقد طبعت في القاهرة في مطبعة البلاغ المحتوية على اثنين وستين صفحة مع الرسم). أما ديوانها (حديقة الورد) فقد طبع مرتين في بيروت سنة ١٨٦٧م، سنة ١٨٨١م وفي القاهرة للمرة الثالثة سنة ١٩١٣م (١٢٣٢هـ) وزيد على طبعته الأخيرة كثير من القصائد النادرة لها. وأما شعرها فينقسم قسمين: الرثاء والمديح، ولنبدأ الآن بالمديح. فمن ذلك أن قالت في جواب أبيات وردت عليها من وردة بنت المعلم نيقولا الترك الشاعر في مطلع ديوانها.

يا وردة الترك أني وردة العرب ... فبيننا قد وجدنا أقرب النسب

أعطاك والدك الفن الذي اشتهرت ... ألطافه بين أهل العلم والأدب

وقالت في جواب رسالة إلى الست كاتبة بنت موسى بسترس وفي هذا تورية لطيفة لأن اليازجي بالتركية يعني الكاتب:

بيني وبينك في الأسامي نسبة ... لا في المعاني أنت فوق مراتبي

سميت كاتبة بكل لياقة ... وأنا كما تبغين بنت الكاتب

وقالت وقد عادت صديقة لها من سفر:

زار الحبيب فزار أجفاني الكرى ... ودنا سرور كان عن قلبي سرى

لا تنكروني إن غاب عني مرة ... شيم الكواكب أن تغيب فتظهرا

ثم تقول:

أهلا بمن أخذ القلوب وديعة ... وأعادها معه تخوض الأبحرا

وقالت في رسالة إلى صديقة لها وقد كانت في سفر:

مني السلام على الذي هجر الحمى ... فجرت دموعي كالسحائب عندما

<<  <  ج:
ص:  >  >>