بسط الزهر على أرجائه ... بين ورد وبهار وخزام
وترى الأطيار في تلك الربى ... بين شحرور وباز ويمام
وفي تهنئتها للأميرة نازلي هانم بعودتها من أوربا تقول:
أهلا بذات العلي والمجد والحسب ... سليلة العلوي الماجد النجب
شمس بدت من سماء الغرب مشرقة ... فغار ما في سماء الشرق من شهب
فرع كريم أتى من دوحة سقيت ... أعراقها بمياه الفضل لا السحب
وقالت تتذكر أيام الصبا:
يا زمان الصبا عليك السلام ... يا ربيعاً تزهو به الأيام
فيك تحلو الحياة يا زهرة ال ... عمر وتنمو العقول والأجسام
لهف نفسي على أويقات أنس ... قد تقضت كأنها أحلام
حيث كان الزمان طلق المحيا ... وعيون الأكدار عنا نيام
وقالت تمدح شكري الخوري والسوريين في أميركا الذين اشتركوا في إقامة تمثال لأخيها إبراهيم.
يا من يقصر عن شكري له قلمي ... لما أتى من جميل الفضل والكرم
الفاضل الشهم شكر الله من لهجت ... بشكره ألسن الأيام والهمم
ذكرت قومي إلى ما ترتإيه لهم ... صنعاً جميلاً وبرهاناً لودهم
لهم علينا اليد البيضاء ما بقيت ... فينا حياة توالي ذكر فضلهم
يا سادة جمعتهم نسبة الوطن ال ... محبوب جمع الثريا غير منفصم
جددتم شخص من نهفو لرؤيته ... كأنما هب مبعوثاً من الرحم
فلو تمكن من نطق لصافح لكم ... شكراً ودبجه بالدرّ والحكم
وما مديحي لكم حبر على ورق ... بل خط في لوح صدري شكركم بدمي
إلى هنا نكتفي من قولها نظماً في المديح، وأما الرثاء فقد أبدعت فيه كلُّ الإبداع وأجادت فيه كلُّ الإجادة. فهي التي بكت في رثائها وأبكت من سمعها أو قرأها في هذه القصائد المحزنة التي نأتي ههنا بالميسور إيراده فقالت ترثي البطريرك مكسيموس مظلوم حين توفي بالإسكندرية سنة ١٨٥٥: