للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي آمالي الأمام القالي ج٣ص١٤٢:

(إبراهيم بن عثمان العذري وكان ينزل الكوفة قال: رأيت عمر بن ميسرة وكان كهيئة الخيال، كأنه صبغ بالورس، لا يكاد يكلم أحدا ولا يجالسه، وكانوا يرون انه عاشق، فكانوا يسألونه عن علته فيقول:

يسائلني ذو اللب عن طول علتي ... وما أنا بالمبدي لذي اللب علتي

سأكتمها صبرا على حر جمرها ... واسترها إذ كان في الستر راحتي

صبرت على دائي احتسابا ورغبة ... ولم اك أحدوثات أهلي وخلتي

فما اظهر أمره، ولا علم أحد بقصته حتى حضره الموت، فقال: إن العلة التي كانت بي من اجل فلانة ابنة عمي، والله ما حجبني عنها، والزمني الضر إلا خوف الله (عز وجل) لا غير، فمن بلى في هذه الدنيا بشيء فلا يكن أحد أوثق بسره من نفسه، ولولا إن الموت نازل بي الساعة ما حدثتكم، فأقرئوها مني السلام، ومات من ساعته.

واختتم هذه الأسطر بالثناء على أدب الأستاذ القلهود وشكره على حسن ظنه بهذا الضعيف وسؤال حضرته للاستفادة من فضلها عن هذه الفاء في جواب الشرط في هذه الجملة: (وأنها إن اقتنعت أمثالي من المقلدين فلم تقنع أمثال السيرافي وابن هشام من زعماء النحو المجتهدين) وعن معنى هذه الجملة: (فيا حبذا لو أن الأستاذ أعاد الكرة واستظهر دواوين العرب ورسائلهم فربما يعثر فيها على شواهد أخرى) وعن ورود مثل هذا التركيب (فيا حبذا لو أن الأمر كذا وكذا) في كلام قديم أو مولد متقدم أو متأخر.

قد ذكرتني (حبذا) بقول الشاعر:

يا حبذا جبل الريان من جبل ... وحبذا ساكن الريان من كانا

محمد إسعاف النشاشبي

إلى الأستاذ علي الطنطاوي:

أشكر لك أيها الكاتب الألمعي ما وجهته آلي من لطيق كلماتك، واراني مضطرا إلى أن ارجع إلى أسلوب الأستاذ الخولي - وان كان المقال الثالث عند صاحب الرسالة وأظنه ينشر في هذا العدد - أعود إلى أسلوبه لتعلم أنت وليعلم قراء (الرسالة) إني ما تجنيت، وما

<<  <  ج:
ص:  >  >>