خيرة المعلمين ديناً وعقلاً وخلقاً وهم متزوجون في غالب الأحيان. والذي بينهم وبين التلميذات هو رسالة العلم وحدها. والرجل مضطر أن يزن سلوكه وحديثه فلو أفلتت منه كلمة تؤول تأويلاً سيئاً حذره أخوه في المدرسة وإلا أكل يوم أكل الثور الأبيض، وقد اعتادت الرياح أن تنقل كل ما يخالف الواجب والقانون إلى وزارة المعارف، وأقل ما يلقاه هذا المعلم وأمثاله أن يروا أنفسهم سريعاً في مدارس البنين النائية. هذا المعلم وأمثاله يعدهم المعلمون في مدارس البنات بُلْهاً قصار النظر. ومع ذلك فكلما اتسع التعليم العالي للبنات وتخرج العدد الكافي من مدارس المعلمات استغنى عن الرجال على التدريج.
وأقبل يا سيدي الأستاذ تحياتي وشكري لهذه الغيرة المحمودة على الدين والأخلاق. والله الهادي إلى سواء السبيل.
حسنين حسن مخلوف
المفتش بوزارة المعارف
جحا قال:
عزيزي المحترم الأستاذ كامل كيلاني:
حظيت اليوم بنسخة من قصص جحا (سارق الحمار) وكنت حظيت من قبل بنسخة من (برميل العسل) وغيرها؛ ولقد تصفحت الأولى وعاودت قراءتها وقدمتها للصغار من أولادي هدية فإذا الكبار يستولون عليها ويجدون في قراءتها لذة ومتعة شهدت تباشيرها على أساريرهم وآثارها في نقاشهم، وما كدت أدخل عليهم بالثانية حتى هبوا يختطفونها ويتسابقون لبلوغ الأولوية في الفوز بمطالعتها. ولو شهدت أنت يا سيدي مثل هذا المنظر لكان فيه ما يرضيك ككاتب وفنان وما يرضي كبرياء نفسك كمبدع لهذا اللون من القصص الفكه المظهر والعميق المغزى، والجزل اللفظ والمتين المبني. قواك الله وجزاك عن أطفال الجيل أجمل الجزاء؛ إذ أنك بما تكتب تدعم بناء صرح جيل صالح مستنير، ما أحوجنا - في إبان نهضتنا هذه - إلى صفاء ذهنه ونقاء معلوماته ونظافة خلقه وطهارة لفظه وعفة نفسه. والسلام.