بابن بطوطة، فأخفى الرسالة لهذا السبب وطوى ذكرها.
وكان رحمه الله في الزجل، متقناً لصياغة الأدوار التي يتغنى بها، وأكثر ما كان متداولاً منها بين المغنين في عصره كان من نظمه، وأما شعره فالإجادة فيه قليلة إلا ما ضمنه النكت والتنديرات العامية، فمن أحسن ما وقفت عليه منه قوله من مرثية في صاحبه علي رفاعة باشا
جزعت وللحرّ أن يجزعا ... وودَّعت صبري إذ ودَّعا
وجادت عيوني على بخلها ... وحُق لها اليوم أن تدمعا
وروَّع قلبي النوى بعد ما ... أمنت ومثلي كم رُوّعا
لحا الله يوماً أشاعوا به ... وقالوا أمير العلا شيعا
فما كان أصعب تأبينه ... وما كان أسوأه موقعا
وما كان حق البكاء ولكن ... فزعت ولا بدع أن أفزعا
تجرعت من هوله كل صاب ... وغيري من الناس كم جرعا
وما دار في خلدي أنني ... أرى البدر يرضى الثرى مضجعا
ولكن شأن الزمان عجيب ... فما كان أضيع عهداً رعى
يقول النعيّ عليّ قضى ... ولم يدر أن العلا قد نعى
نعى سيداً صيته طائر ... حوى الفضل في شخصه أجمعا
فدكت رواسي الدنى بعده ... وماد الزمان بما أودعا
وغابت شموس المعارف لما ... ذوى غصنه بعد ما أينعا
فقل للخطابة ذوبي أسى ... ولا تطلبي بعده مصقعاً
وقل للكتابة لا تحفلي ... بمن يتبّجح في المدعى
وقل للعلوم فقدت أميراً ... مضى تاركاً فضله مشرعاً
وقال مورّيا باسم الطبيب سعد بك سامح:
يا سعد مالك معرضاً ... عنيّ وقلبي فيك طامحْ
إني أتيتك قائلاً ... أنا تائب يا سعد سامح
وقال مورّيا باسم محمد ثابت: