الأحمر، والخليج الفارسي وبحر العرب ويسيطر على آبار البترول العظيمة، وعلى المواد الخام الأخرى المكنوزة داخل حدوده، وهي من حقوقه الخاصة. إن مثل هذا العالم، لو أنشئ، أصبحت مساحته. . . ,. ٢٦ , ٢٢ ميل مربع وتعداد سكانه. . . ,. . . , ٦٧١ مليون نسمة، وستكون الحكومة التي تشرف عليه حكومة اتحادية أساسها ثقافة واحدة وفلسفة واحدة ودين واحد.
إن الحاجة شديدة اليوم إلى إقامة مثل هذا الاتحاد بين دول الإسلام، لكي يتمكن العالم أجمع من الاحتفاظ بسلم دائم.
وإن في إمكان عالم إسلامي متحد أن يحفظ التوازن بين الدول الكبرى، وبصفة خاصة، بين روسيا وبريطانيا.
إن سياسة روسيا الخارجية، في الوقت الحاضر، هي الاحتفاظ بنفوذها (كدول حاجزة) إذا هاجمتها دول الغرب، ومع ذلك فهي لا تسمح لهذه الدول بالاحتفاظ بقوة كبيرة قد تستغلها بمساعدة، أو بدون مساعدة دول أجنبية في تهديد روسيا نفسها؛ ولا تحب روسيا أن تجد حكومة اتحادية قوية ملاصقة لحدودها الغربية كما أنها ستخاف أن يكون في اتحاد الدول الإسلامية إغراء للجمهوريات التركمانية التابعة للاتحاد السوفيتي على الانضمام إلى هذا الاتحاد، ومما يذكر أن روسيا تعتمد على هذه الجمهوريات.
ومع هذا فإن إقامة هذه الحكومة الاتحادية قد تدفع بروسيا إلى القول بأن الوقت قد حان كي تسلم بريطانيا قناة السويس إلى مصر (التي ستكون قادرة على حراستها) بمقتضى الاتفاقية المبرمة بينهما، وسيكون هدف روسيا مقصوراً على إخراج قناة السويس من القبضة البريطاني؛ وهكذا يضعف النفوذ البريطاني في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولا شك أن هذا سيكون في صالح روسيا.
وإذا اقتنعت روسيا بذلك فلن تكون قد أوغلت في الخطأ؛ لأن إقامة حكومة اتحادية إسلامية قوية ستمكن مصر من حراسة قناة السويس.
وهذا ما سيجعل بريطانيا تعارض في إقامة هذا الاتحاد؛ لأن طرقها الجوية والبحرية والبرية إلى بلدان الإمبراطورية في الشرق تمر بالدول الإسلامية، ولن تحب بريطانيا أبداً أن تتحد هذه الدول وتحتفظ بقوة تهدد طرق الإمبراطورية، ولهذا السبب لم تف بالوعد