يكون أبداً. . . مستحيل مستحيل ذلك الواقع الذي لن يزول!
توت. توت. توت!
سأقولها، وأقولها، وأقولها. فلا تجيب أيضاً. وسأعود فلا أجدك في الحديقة، ولا في الشرفة، ولا في الردهة، ولا في حجرتي، ولا في المطبخ، ولا في المكتب، ولا في مأواك، ولا في مكان ما على ظهر هذه الأرض الدوارة. . .؟
وحينما يحين موعد انطلاقك من مأواك في الصباح، وموعد غدائك في الظهر، وموعد لعبك في الغروب، وموعد مبيتك في المساء، لن تنبح، ولن توصوص بعينيك، ولن تبصبص بذنبك، ولن تتواثب على أقدامنا وأحضاننا، ولن تزوم احتجاجاً ولن تزق شكراناً، ولن (تصوصو) شكوى. ولن يكون شيء من ذلك أبداً. . .؟
وحين أشتاق إليك كالطفل الحبيب، وحين أذهب لأطل عليك في مخدعك قبل أن أمضي صباحاً. وحين أتوقع أن تطلع لي من حيث لا أعلم عند عودتي ظهراً وحين أجلس للطعام فأسرع لأخلص لك العظم المحبوب. وحين أخشى أن تعبث بكتبي وأوراقي التي تحبها حباً جماً. . . عند ذلك تكون أنت - يا توت - هنالك في تلك الحفرة الصغيرة المنعزلة التي سويتها لك بيدي!
وكرتك النطاطة ستظل هامدة على الأرض، ليس فيها من حراك. وصحفة طعامك، وآنية شرابك، وبيتك الخشبي الصغير كل أولئك لن يعود أحد يسأل: أهي مليئة أم خواء؟!
ويدخل الليل، ويلفنا الظلام، وتغمرنا الوحشة. . . وبين فترة وفترة يشق السكون (نباح) هنا أو هناك، فأنسى أنك هناك وأتلفت بنفسي المتطلعة إلى هجمتك الحبيبة على أطراف ثوبي أو قدمي بأنيابك الصغار؟
ويصبح الصباح، ويمتع الضحى، ويميل الأصيل، ويدخل الليل. وتكر الأيام وأنت أيضاً هناك. ساكن في ذلك المأوي القريب، تفصلني عنك الآباد؟
يا دنيا!
لم كانت هذه السخرية الكبرى سخرية الحياة. . . للفناء؟!