لقد قدم الأستاذان الفاضلان ما حقه التأخير وأخرا ما حقه التقديم: قدما الألفين على الأربعمائة والمائة على العشري مع أن الأصل - على ما أرجح - تقديم الأربعمائة على الألفين والعشرين على المائة، لأن التمييز لا يكون إلا للعدد الكبير دون الصغير إذا اجتمعا أي للألفين لا للأربعمائة وللمائة لا للعشرين، ولها يمتنع الفصل بين المميز المضاف التمييز المضاف إليه إلا للضرورة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يجوز كتابة الأعداد وقراءتها من اليسار إلى اليمين، لأن اللغة العربية على عكس غيرها من اللغات لا تكتب ولا تقرأ إلا من اليمين إلى اليسار، فالألوف مثلاً لا تكتب قبل المئات والمئات لا تكتب قبل العشرات والعشرات لا تكتب قبل الآحاد.
وقد ظل أبناء هذه اللغة يكتبون الأعداد ويقرءونها من اليمين إلى اليسار كما هو شأنهم في كتابة الجمل وقراءتها حتى أوائل العصر التركي أو الفترة المظلمة؛ وفي هذا العصر استعجمت الأعداد وبعض الألفاظ أو بعبارة أسح استتركت وأصبح أكثر الكتاب والمؤلفين منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا يكتبون الأعداد ويقرءونها من اليسار إلى اليمين خلافاً للقاعدة المتبعة في كتابة اللغة العربية وقراءتها.
وإني لأرجو أن يقوم الأستاذان الفاضلان بتصحيح المثالين المذكورين عند إعادة طبع هذا الكتاب حتى لا يلقن الطالب فيما بعد قواعد مغلوطة.
(عمان)
لطفي عثمان
داء قديم:
جاء في كتاب الكامل للمبرد في أخبار الخوارج هذه القصة (خرج مصعب بين الزبير إلى (باجميرا) ثم أبى الخوارج خبر مقتله يمسكن، ولم يأتي المهلب وأصحابه فتوقفوا يوماً على الخندق فناداهم الخوارج: ما تقولون في المصعب؟ قالوا: إمام هدى. قالوا: فما تقولون في عبد الملك قالوا: ضال مضل. فلما كان بعد يومين أتي المهلب قتل مصعب، وأن أهل الشام اجتمعوا على عبد الملك بولايته فلما تواقفوا نادهم الخوارج ما تقولون في مصعب قالوا لا