النطاقين، فأم سلمة، فزينب الأسدية، فمارية المصرية، فالخسناء فسكينة، فأم معاوية، فأخت ضرار، ثم انتهت أخيراً إلى أم الامين السيدة زبيدة.
ولقد استطاعت المؤلفة الفاضلة أن تعرض مناحى العظمة في هؤلاء الفضليات من النساء في صور فنية لم تحل بينها وبين الحقيقة التاريخية فلم تخلع عليها من خيالها ما يحجب حقيقتها، ولم تسدل عليها من جمال الفن القولى ما يذهب بواقعها، وانما التزمت - كما تقول في مقدمتها - أن تمضى على طريقها التى جعلت سداها الحقيقة ولحمتها التاريخ.
وفضيلة الكتاب، فوق فضيلته في نفسه، أننا نحتاج الية اشد الحاجة في بيوتنا ومدارسنا. . أن بناتنا واخواتنا لا يجدن ما يقرأن في بيوتهن الا هذا الأدب الرخيص، وهذه المجلات التى لا تتقى الله في حرمة أو شرف أو اباء.
على انه لا بد من أن نلاحظ في اسلوب الكتاب على سموه بعض القسوة والتزمت، فقد كانت بعض الصفحات، وهي قليلة، كأنها ماء متجمد، على حين جرت صفحات أخرى، وهي كثيرة عذبة سائغة في طلاقة وبريق.
ولعل من ذلك أن المؤلفة الفاضلة كانت تنساق في سجع لا يملك الاذن، ولا يقع منها موقع الارتياح والرضا، وارجو الا أكون في ذلك متجنياً، فقد عهدناها طلقة الاسلوب بعيدة عن قيوده، ولكن هذا الذي وقعت عليه.
والثالثة من هذه الملاحظات ان الكتاب مجموعة احاديث القيت في المذياع، أو هكذا يخيل الي. . ولذا جاء اسلوبه وفيه هذا اللون الغالب من الخطاب وما يستتبه من بعض الصيغ الاخرى التي لايحس لها القارئ وقعاً طرياً بينه وبين نفسه.
القاهرة
شكري فيصل
مائدة السمر
(للأستاذ كامل محمد عجلان)
مجموعة اقاصيص طريفة نضدها الأستاذ عجلان فابان عن سعة اطلاعه وطول باعه. . . تنقسم المجموعة إلى قسمين عربي قديم ومدني حديث. . اما العربي فيجمع بضع اقاصيص