وقد اصطنع الأستاذ الابراشي في تعريب هذه القصص اسلوب (المدرس) الذي يعنى بعرض الفكرة وابراز جوانبها في صورة بيانية، وعبارات مختارة (بحيث يجد القارئ ثروة فكرية، وخيالية، ولغوية، في كل قصة يقرؤها) كما حرص على ضبط كثير من الكلمات وتذييلها بالشرح والبيان.
محمد كامل حته
الكميت بن زيد
شاعر العصر المرواني
(للأستاذ عبد المتعال الصعيدي)
من الشعراء الذين ظلمهم التاريخ الأدبي ورماهم بالخمول فباءوا في الاعصر المتعاقبة بهذا الوزر، الكميت بن زيد، فقد اخذ عليه سبيل الشهرة شعراء ثلاثة استبدوا بالمحال وتفردوا بالعناية، وهم الفرزدق، وجرير، والاخطل، حتى كاد يغمره النسيان، والكميت في رأي المؤلف اعظم من هؤلاء الشعراء واحق منهم بالتقديم. وقد عز عليه ان يجني الجهل أو التجاهل أو التحامل على هذا الشاعر فشمر لانصافه، ورد حقوقه، والتمكين له حيث يجب أن ياخذ مكانه اللائق , فدرس هذا الشاعر وابان عن خصائصه الفنية، وصور لنا البية التي كان يحيا فيها - الكميت - وقد مهد لهذه الدراسة بهذه التمهيد الذي تناول فيه الأجتهاد في الأدب، وفتح الكميت في الشعر، وتعصب بني مروان عليه، وجمود الشعر في عصرهم، وتجديد - الكميت - وشهادة الفرزدق له، واثره في سقوط بني مروان وتناول حياته ومنزلته في الشعر، والهاشميات، واشعاره الاخرى ومناقضاته، ومؤاخذات - الكميت - ثم ختم هذه الرسالة بديوان الهاشميات؛ وهذا اجمل واحق ما يجب بذله ازاء هولاء الاشخاص الذين لامر ما وقف منهم التاريخ هذا الموقف الغامض الظالم.