للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو شر أدواء المجتمع: يقوض دعائم الشعوب ويهدم أركان الممالك وحسبك أن انتشاره يقطع التناسل ويؤدي إلى انقراض النوع الإنساني ويهدم صرح الأسرة وهي اللبنة التي يكون منها الأمة. أضف إلى ذلك ما ينشأ عن هذا الجرم الشنيع من انتشار أمراض المدنية (الأمراض الخبيثة) وما يترتب عليها من شقاء الزاني وألمه المرير طوال حياته فيعيش مشوها في خلقه متألما في جسمه ونفسه منبوذاً من المجتمع الذي يحيط به. ثم أن الزاني جرثومة قذرة أن لم يبادر بإبادتها نمت وفشت فتصيب بمرضها الوبيل كل من يقترب منها أو يتصل بها.

ولنا أن نستنتج ما يأتي:

١ - أن الزنا جريمة يمتد أثرها إلى المجتمع نفسه فيصيبه بالانهيار والانحلال.

٢ - إنه يفقد الشرف والكرامة وهما أسمى آيات الإنسانية الكاملة.

٣ - إنه سبيل المرض. ولا خير في أمة مريضة الشباب ضعيفة الرجال.

٤ - إنه وسيلة الفقر وذهاب المال والمال قوام الحياة.

٥ - إنه أساس لكثير من الجرائم الأخرى التي تؤثر شر تأثير في الأمن العام كالسرقة والتزوير والغصب فضلا عما يؤدى إليه الانتقام للعرض كالقتل كما هو حاصل في أنحاء البلاد وخاصة في الوجه القبلي. والتاريخ يحدثنا أن الأمم التي ترتكب الشهوات وتنغمس في اللذائذ والمنكرات تكون عاقبتها الانحلال والضعف وفقدان الشخصية مهما تكن على قسط من الغنى والقوة أو الحضارة والمدينة (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).

وليس هناك من علاج حاسم إلا ما قررته الشريعة الإسلامية من عقاب الزاني والزانية في حزم وبساطة (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منها مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) فلو نفذ حد الزنا من جلد أو رجم لكفانا ذلك العمل على بساطته مؤونة البحث والتنقيب والخطابة والتأليف والكتابة والنشر وتأليف اللجان وما إلى ذلك مما لا يجدي نفعاً في كبح جماح هذه الغريزة الجنسية ولاسترحنا من الويلات والمشاكل والقضايا المترتبة على هذه الجريمة التي تشغل بالنا وتؤثر في امتنا وهذا لا يمنع من إيجاد علاج شاف للنساء الساقطات اللاتي

<<  <  ج:
ص:  >  >>