(إحدى مشتقات العقدة) فليس من الوهم إذاً أن ندعى أن الأفكار التي تترابط مع عناصر الحلم لم تحددها عقدة أخرى غير العقدة التي كونت هذا العنصر الخاص من الحلم وإنها في نهاية الأمر ستوصلنا إلى اكتشاف هذه العقدة.
دعوني أضرب لكم مثلاً آخر تتبينون منه أن الحقائق كثيراً ما تحقق صدق نظريتنا. وهذا المثل هو نسيان الأسماء المعزوفة لدينا ومحاولة تذكرها، فالذي يحدث في هذه الحالة يشبه تمام الشبه ما يحدث في حالة تحليل الأحلام. فلنفرض مثلاً إني نسيت اسماً ما ولكني أشعر في قرارة نفسي أني واثق من معرفته فماذا أفعل؟ لا شك إني سأحاول أن أبذل كل جهد مستطاع في محاولة تذكره، ولكن التجارب علمتني أن كثرة التفكير لا تجدي وأن في استطاعتي دائماً أن أفكر في اسم آخر أو أسماء عديدة أخرى غير الاسم الذي نسيته فإذا حدث أن خطر على بالي أحد هذه الأسماء طوعاً من تلقاء ذاته فهنا فقط يكون الشبه واضحاً بين هذه الحالة وحالة تحليل الأحلام. فعنصر الحلم كذلك ليس هو ما أبحث عنه وإنما هو عوض عن شيء آخر، وهذا الشيء الآخر هو ما لا أعرفه وما أسعى إلى اكتشاف عن طريق تحليل الحلم. ماذا أفعل إذاً لأتذكر الاسم الذي نسيته؟ إن ما يحدث هو أني أوجه التفاتي إلى هذا الاسم الذي خطر على بالي عوضاً عن الاسم المنسي ثم أحاول أن أدع أسماء أخرى تتوارد على خاطري في ترابط مطلق، وبهذه الطريقة أستطيع أن أصل في النهاية إلى الاسم الذي نسيته. ومن المشاهد في مثل هذه الحالات إني عندما أتذكر هذا الاسم ألاحظ دائماً إن هناك علاقة بينه وبين الأسماء التي تركتها تخطر على بالي عوضاً عنه. فقد حدث لي مثلاً أن حاولت في يوم ما أن أتذكر اسم القطر الصغير الذي يقع على ضفاف الريفييرا والذي عاصمته (مونتكارلو) ولكني لم أستطع على الرغم من تأكدي من معرفته. فأخذت أفكر في كل من أعرف في هذا القطر وما كان لي فيه من علاقات ولكن بلا جدوى. وأخيراً كففت عن التفكير وتركت أسماء أخرى تتوارد على خاطري طواعية واختياراً. وقد توالت هذه الأسماء بسرعة وهي مونتكارلو نفسها ثم بيدمون، ومونتفيدو، ومونتنجرو، وكوليكو. وقد لاحظت أن ثلاثة من هذه الأسماء البديلة تحتوي على نفس المقطع (مون) وفي الحال تذكرت الاسم الذي أبحث عنه وهو (موناكو) ومن هذا ترون أن هذه الأسماء البديلة قد نشأت فعلاً عن الاسم المنسي، فالثلاثة الأسماء