تحدث عن وضعها الجغرافي والاقتصادي وموافق الاستغلال والانتفاع فيها، ثم قال إن هذه الصحراء العربية التي كانت مهداً للدين ستصبح مصدراً للثروة وستخرج أمة جديدة تتبوأ مكانتها في التجارة والرقى الاجتماعي.
وقد وقع المؤلف في بعض الأخطاء التاريخية وقرر بعض الأحكام التي لا تطابق الحقيقة في روح الإسلام واتجاهه، وعلى أن هذا ليس بالأمر المهم لأنه ديدن أولئك الأجانب عادة فيما يكتبون عن الإسلام وبلاد الإسلام فإنهم كثيراً ما يتردون في فرض الأحكام الخاطئة بحسن نية أو سوء نية، وإنما المهم الذي يسترعي الأنظار هو أن نلمس هذا الاهتمام المفاجئ عند الباحثين الأمريكيين بتاريخ البلاد العربية السعودية وطبيعة أرضها وسمائها وما فيها من موارد الثورة مصادر الانتفاع، فليس من شك في أنه ليس بالاهتمام الخالص لوجه البحث والعلم وكنه اهتمام بجاري السياسة الأمريكية في اهتمامها بمرافق تلك البلاد، ومن ثم يجب أن نقابل تلك التأليف التي تظهر في هذه الناحية بكثير من الحذر وتدقيق النظر.
(الجاحظ)
(الرسالة): بمناسبة ما كتبه (الجاحظ) عن رجالنا المنسيين من العلماء والأدباء والفنانين نقول إن الرسالة تحشد الجهد وتعد العدة لنشر سلسلة من التراجم المستفيضة لأولئك الأعلام والتعريف بآثارهم وآرائهم وستبدأ في نشرها قريباً، والرسالة لا تريد أن تستقل بهذا الجهد، وترجو من جميع الذين لديهم خبر في ذلك أن يعاونوها على أداء هذا الواجب.