للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أسيء إلى أحد).

مشى مطران وشوقي وحافظ في جادة أدبية واحدة، وما لبث أن سلك كل منهم مسلكاً خاصاً به، وأزعم أن لا مناص لمن يتصدى لدراسة شعر مطران عن معالجة أربعة أنواع من الشعر انفرد بها مطران وحده دون معاصريه من الشعراء.

الأول: شعر المناسبات وينطوي فيه تاريخ حقبة من الزمن تبتدئ في الربع الأخير من القرن الماضي تشمل الأحداث الاجتماعية والشخصية والفردية.

الثاني: الوصف وفيه صورة تريك الموصوف كما برأه خالقه وكما كيفته الطبيعة حساً ومعنى.

الثالث: التحليل وهو ملاحم كبرى خص بها عظماء التاريخ وشعوبه وما كانوا عليه من صفات وخلائق وسجايا، وما في فطرتهم من ظلم وجود وطغيان.

الرابع: إبراز أقيسة اللغة ومقادير ثروتها في المفردات للتعبير عن ملكات النفس.

تجمع لمطران من شعره ما يملأ سبعة دواوين معدة للطبع منها واحد للأراجيز في أدب النفس، وترجم عن الفرنسية ثلاث عشرة رواية تمثيلية لشكسبير وراسين وكورنيل وهيجو وترجم أيضاً كتاب الموجز في علم الاقتصاد في خمسة أجزاء وألف كتاب (مرآة الأيام في التاريخ العام). ولم تخل صحيفة خلال هاتيك الأعوام، على مر الأيام من بحث أو درس أو تقريظ أو نقد لمطران، ولم يعتب منبر نضب في مجمع للأدب أو للخير أن لم يعتله مطران.

هو ذا شاعرنا الذي تحتفل به الأمم العربية اليوم في مصر، وهذه لمحات خاطفة من أدبه الخالد وخلقه الكريم.

حبيب الزحلاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>