الطريق، حتى يخرج إلى دائرة أخرى، وهناك يكفيه مؤنه هذا العناء قائد صغير لا يكلفه غير دراهم معدودة. إن ما يقوم به فضيلة الشيخ المكفوف، من وعظ وإرشاد بالقرى في يوم كامل يقوم به فضيلة البصير في نصف يوم مع الراحة التامة والكرامة الموفورة.
يا أولى الأمر: أنقذوا أمثال هؤلاء المكفوفين من عناء هذا العمل، فالميدان واسع، والنقل سهل، والثواب من الله عظيم، وإن كانت الحكمة في تعيين المكفوفين للوعظ والإرشاد أن يعظوا الرجال والنساء، فما في الريف نساء يجتمعن لسماع الوعظ؛ وإن كان فمن وراء حجاب.
حبذا لو فكرت وزارة الشئون مع وزارة الداخلية تفكيرا جديا فعممت الإذاعة بالريف، وجعلت للوعظ نصيباً من الإذاعة كل أسبوع، فإن ذلك يكون أجدى وأصلح وأوفر. اذهبوا مشكورين يا أولى الأمر بهؤلاء الوعاظ إلى المساجد المغلقة والمهدمة فافتحوها وشيدوها.
اذهبوا بهم إلى التدريس بالمعاهد والوعظ بالسجون العمومية والفرعية. أفسحوا لهم المجال بالمحاكم الشرعية والمحاماة: إنكم إن فعلتم ذلك فقد خطوتم بنا إلى الأمام، وخففتم العبء عن هؤلاء المكفوفين الكرام. ولعلنا نسمع قريبا أن وزارة الشئون قد أخذت بيد أمثال فضيلة واعظ مركز طلخا المكفوف البصر وأجلسته بدار الإذاعة ليلقى محاضراته الدينية في هدوء واطمئنان بعد أن تعمم الإذاعة بالريف، فيعم النفع ويسلم الوضع، ويطمئن الشيخ. . . ليت. . . ليت!