و (من آية) تبيين لهما، والضميران في (به وبها) يرجعان إلى مهما؛ إلا أن أحدهما ذكر على اللفظ الثاني أنت على المعنى، لأنه في معنى الآية، ونحوه قول زهير:
ومهما يكن عند أمرئ من خليفة ... وإن خالها تخفي على الناس تعلم
وهذه الكلمة في عداد الكلمات التي يحرفها من لا يد له في علم العربية، فيضعها غير موضعها ويحسب مهما بمعنى متى ما، ويقول: مهما جئتني أعطيتك، وهذا من وضعه وليس من كلام واضع العربية في شيء، ثم يذهب فيفسر مهما تأتنا به من آية بمعنى الوقت، فليحد في آيات الله وهو لا يشعر، وهذا وأمثاله مما يوجب الجثو بين يدي الناظر في كتاب سيبويه.
٩١٨ - . . . ولكن أين من يصبر على أحكام العقل؟
رسالة الغفران للمعري: قد تجل الرجل حاذقاً في الصناعة بليغاً في النظر والحجة، فإذا رجع إلى الديانة ألفي كأنه غير مقتاد، وإنما يتبع ما يعتاد. . . ويلقن الطفل الناشئ ما سمعه من الأكابر، فيلبث معه في الدهر الغابر. والذين يسكنون في الصوامع، والمتعبدون في الجوامع، يأخذون ما هم عليه كنقل الخبر عن المختبر، لا يميزن في الصدق من الكذب لدى المعبر. فلو أن بعضهم ألقى الأسرة من المجوس لخرج مجوسياً، ومن الصابئة لأصبح لهم قريباً سياً. وإذا المجتهد نكب عن التقليد، فما يظفر بغير التبليد. وإذا المعقول جعل هادياً، نفع بريه صادياً، ولكن أين من يصبر على أحكام العقل، وبصقل فهمه أبلغ صقل؟ هيهات عدم ذلك في من تطلع عليه الشمس، ومن ضمنه من الرمم رمس، إلا أن يشذ رجل في الأمم، يخص من فضل يعمم. . .
٩١٩ - . . . فأبى وحمى أنفا وقائل متى قتل
أنساب الأشراف للبلاذري: قال عبد الملك يوماً لجلسائه: من أشد الناس؟ قالوا: أمير المؤمنين. قال: اسلكوا غير هذه الطريق. قالوا: عمير بن الحباب. قال: قبح الله عميراً، لص، ثوب ينازع عليه أعز عنده من نفسه ودينه. قالوا: فشبيب. قال إن للحرورية طريقاً. قالوا: فمن؟ قال: مصعب، كانت عنده عقيلتا قريش: سكينة بنت الحسين، وعائشة بيت طلحة، ثم هو أكثر الناس مالاً، جعلت له الأمان، وضمنت أن أولية العراق، وعلم أني