كتب شاعر الهند تاجور فصلا عن السادهانا بعنوان وترجمها معرفة الروح. وصححنا هذه الترجمة فقلنا الوعي الروحي ولكن الأستاذ رد على نقدنا بقوله (خطأ الأستاذ ترجمتي للجملة بمعرفة الروح وترجمها بالوعي) ونحن نضع يدنا على يده ونقدمها للقراء متسائلين عن الذي دعاه إلى هذا التحريف في كلام تاجور وهو تحريف يخل بالمعنى الذي رمى إليه، ويخالفه كل المخالفة. فالوعي الروحي هنا هو الضمير الروحي ومنه قوله تعالى (والله أعلم بما يوعون) أي يضمرون في نفوسهم. والمقصود بهذا في لغة الفكر: أن يعي الإنسان كل شيء عن طريق الروح وشتان بين هذا وبين معرفة الروح.
وخطأ ترجمة كلمة بتحقيق الحياة التي ترجمها بكنه الحياة. ولم يجد سبيلا إلى هذه التخطئة غير قوله:(ليست الحياة باطلة حتى يجعلها الكتاب حقيقة) وهذا نقد كان يجدر به أن يوجهه إلى مؤلف الكتاب لا إلى. والذي يعرف اتهام الهند عند الغربيين بالتجرد والزهد في الحياة واعتبارها شيئاً باطلا، يفهم قصد شاعر الهند بهذا العنوان. وتدعيم الرأي في هذا بأقوال مصلحي الهند وأنبيائها في سياق الكتاب.
ولست أرى الرد على بعض المغالطات التي عمد إليها الكاتب في تأويل بعض الأخطاء التي وقع فيها وأشرت إليها في مقالي السابق فهذا ما لا يحتاج القول فيه إلى بيان.
وإذا كانت هذه الأخطاء قليلة في رأي حضرة الكاتب الأديب فإن هذا القليل الذي ذكرناه يدل على الكثير الذي أهملناه.
محمد طاهر الجيلاوي
إلى معالي عبد العزيز فهمي باشا:
سيدي معالي الباشا
تفضلت فأهديت إلى كتابك القيم متوجاً بإهدائك البليغ الذي صغته من تواضعك الرفيع وعطفك السامي، فهممت أن أجيب عن هذا التكريم العظيم بالمثول بين يديك أرجو على الشكر مقدرة، أو التمس عن العجز معذرة. . . ثم انثنيت عن هذا لأنه عمل لا ينسجم مع نبل لفتتك؛ وأخذت أجيل النظر والفكر في كتابك وإهدائك، فكان فضلهما ونبلهما يخجلان كل ما ينثال على ذهني من الصور والخواطر، فانتهيت يا سيدي إلى أن ألجأ من فضلك