شرعنا. . . وإذا كانوا يرون الصحيحين مملوءين بالموضوعات والسخافات، لا يليقان إلا بمخرفي البربر وعجائز السودان، ونحن نراهما أصح الكتب عندنا بعد كتاب ربنا. . . ولا يعتبرون تفسير الطبري وهو عمدة تفاسيرنا. . . وكانوا يطعنون على أئمتنا، ويصمونهم بالتجسيم وفساد المعتقد. . . وإذا كان المؤلف قد صرح في الصفحة (١٥) و (٦٤) و (١٣٢) إن لم يقل كل ما عنده، ولم يجهر بكل ما يعتقده (لئلا يقوده البحث إلى نتائج غير صالحة قد لا تلتئم مع العصر الذي يطلب فيه الوفاق)، وإذا كان عنده، أي عند الشيعة، أكثر من هذا الذي قاله. . . فكيف يا علماء الشيعة، وكيف يا أعضاء دار التقريب، وكيف يا محمد تقي قمي، يكون الوفاق، ويتم التقارب؟
أو ليس من التناقض أن يأتي من إيران محمد تقي قمي، ليعمل على التقريب بين المذاهب، فينزل في أفخم فندق في القاهرة ويفتح داراً ينفق عليها وعلى موظفيها وزوارها أضخم النفقات، في الوقت الذي يطبع فيه في طهران هذا الكتاب؟ وهل وجدتم في مصر أو الشام أو العراق كتاباً لسني يسب فيه أهل البيت الأطهار، أو يتعرض فيه لسيدنا علي وذريته الطيبة؟ فلماذا إذن افتتحتم دار التقريب في مصر التي تحب عترة النبي صلى الله عليه وسلم وتتبرك بقبور الحسين وزينب ونفيسة، ولم تفتحوها في (طهران) حيث طبع هذا الكتاب الذي لم يترك مؤلفه أحداً من سلف هذه الأمة وخلفها حتى أصابه برشاش من أدبه السامي؟
ألم يكفينا هذا الاختلاف أربعة عشر قرناً؟ أما آن لنا أن نصطلح ونتفق، ونجرد المسألة من ثوبها الديني لتعود مسألة سياسية، وقضية حزبية إنتخابية، لا أكثر ولا أقل، ويرجع إخواننا الشيعة إلى حظيرة الجماعة، فيترضوا عن الصحابة كلهم كما نترضى نحن عن آل البيت جميعاً؟ ويجلوا أبا بكر وعمر كما نجل نحن علياً؟
ما قول علماء الشيعة الأفاضل؟ وما قول أعضاء (دار التقريب)؟