ولو يكن بد من أن أستيقظ من ذلك الحلم فأدرك إنني قد تزوجت من رجل غريب عني في كل شيء. لقد كان لطيفا يسر الإنسان أن يكون معه ولكنه لم يكن (تيد). ولقد كنت كذلك المرأة الوحيدة (لروني) أيضا ولكن على غير الطريقة العمياء المطوية على الوله والعبادة التي كانت تظهرني في عين (تيد) مثالا لكل شيء جميل.
ولم يلبث (روني) أن نظر إلى النظرة العادية إلى الشيء المألوف، لا يقبلني إلا نادرا إن خطرت له فكرة التقبيل على بال، وكان من النادر أيضاً أن يقول لي إنه يحبني، ولم يقصد قط النظر إلى ملابسي أو شعري، ولم يكن ليبدي له من الإعجاب ما تشعر كل فتاة بأنه من حقها الواجب أداؤه لها.
وفي كثير من المرارة والألم ذكرت كيف لم أكن لأبدل ملبسا أو أضع دبوسا في شعري دون أن يهمس (تيد) في دقة (يا للسماء يا حبيبتي كيف تستطيعين أن تنوعي جمالك بهذه الوسائل العديدة؟). وذكرت كيف كان يندر أن يتركني أغيب عن نظره، وكيف كان دائما إذا ما اجتمعنا لمس يدي أو شعري أو شفتي. . . يالها من ذكرى. . . فأواه يا تيد أواه. . . .
وبعد أسبوع واحد يصل (تيد) إلى الوطن وسيتجول في الطرقات المألوفة لنا في غير صحبتي ولعله يذهب لزيارة أمي، رافع الرأس متألما ومتذكرا - كما أتذكر أنا هنا في هذه البلدة الصغيرة في مقاطعة نور ثمبرلاند التي أخذني روني إليها بعد زواجنا.
لقد كانت الأزمة شديدة لذلك حمد (روني) الله إذ وفق إلى مركز كاتب في أحد الجراحات، وهو عمل صغير يتقاضى أجرا عليه ثلاثة جنيهات في الأسبوع، فاستأجرنا لإقامتنا مسكنا رخيصا وعشنا عيشة رثة. فأين الآن ما كنت أتوقع من حياة ساحرة
لقد أردت أن أعود إلى بيتي إلى أبي وأمي و (تيد) ولكن على الرغم من غضبي مما دفعني إليه روني ومن إهماله إياي بعد ذلك كنت أشفق عليه، فلقد كان نصيبه من قسوة هذه الحياة مثل نصيبي منها: فمن شجار بيننا إلى حياة الفقر التي نحياها إلى اضطراره للعمل الشاق ساعات طويلة من اليوم. وكنت إذ ذاك كل شيء له في الوجود.
إن الحياة لغز عسير الحل، فقد كان ألا أتزوج منه، وكان يجب ألا أستلم أبدا للشفقة في بقائي معه حتى أصبح من العسير، على كل حال، أن أتركه، لقد كان (تيد) في حاجة إلي