للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أندية عدة ظهرت باسم (الرابطة الموسيقية) و (دار الألحان والتمثيل) و (المعهد المعهد الموسيقي) و (الموسيقى الوطنية) و (معهد الآداب والفنون) و (ندوة أصحاب الفنون) بيد أن هذه الأندية جميعا لم تؤلف فيما بينها وحدة فنية عامة، فأعضاؤها على كثرتهم، من الهواة الذين تخذوا الفن ألهية خاصة، وقد سعى الكثيرون من الذين يغارون على هذا الفن، إلى هذه الأندية فما قدر أحد منهم على ذلك، ولذا فأخذت هذه الأندية تنحل الواحد إثر الآخر بسبب الضائقة المالية، ولم يبق منها ثابتاً قوياً إلا الاقل، وانقلب بعضها إلى دور اللعب الورق والنرد وغيرها من ألعاب المقاهي، ولو أن أولى الأمر مدوا يد العون لهذه الأندية وساعدوها بالمال والرجال لعاشت في تقدم وازدهار ولضارعت بنهضتها أندية العالم الكبرى، لأن مواهب رجال الفن عندنا مشهود لها بالسمو والقوة، وقد زادت قوة في هذا العهد الاستقلالي الجديد بعد أن ذهب الأجنبي عنا لا رده الله، ومما يسرنا اليوم أن نرى القائمين على محطة الإذاعة في دمشق قد افتتحوا مدرسة فنية لتعليم ناشئة البلاد النوتة الموسيقية على أحدث الطرق، وأحياء موات الموسيقى القديمة والموشحات الأندلسية الرائعة، وتعاقدت مع أساطين الفن في دمشق وحلب الذين يندر وجود مثلهم في الأقطار العربية الشقيقة، وكل من ينبغ من طلاب هذه المدرسة يؤخذ فورا إلى محطة الإذاعة ليذيع منها فنه ويظهر مواهبه، وهذا مما يبعث على التنافس الحميد بين الطلاب، ونحن نرجو أن تعيد دمشق مجد الأندلسيين الزاهر في مختلف الضروب الموسيقية والأصوات والأنغام، والرقص المسمى برقص (السماح) وبطل هذه النهضة عندنا هو نائب دمشق السيد فخري البارودي الذي يشتغل اليوم في وضع مؤلف قيم شامل في الموسيقى العربية، ومدير الإذاعة الفنان السيد شفيق شبيب، والمدير العام الشاعر المعروف الأستاذ سليم الزركلى. وحبذا لو أن محطة الإذاعة فاوضت الأستاذ توفيق الصباغ نابغة (الكمان) لا في سوريةوحدها بل في الشرق العربي كله، وهو الذي عرفته مصر في المؤتمر الموسيقي الذي انعقد في عهد جلالة الملك فؤاد رحمه الله. وكان جلالته بمواهب الأستاذ، فالأمم لا تنهض إلا إذا قدرت نابغيها حق قدرهم وأحلتهم المنازل اللائقة بهم.

دمشق

حسني كنعان

<<  <  ج:
ص:  >  >>