للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ها هو ذا عام ١٩٣٤ عام حافل بالذكريات. فيه مناسبات كثيرة لإحياء ذكرى أدبائنا وعلمائنا. ففي هذا العام كانت مناسبة صالحة لذكرى قاسم امين، ولكنها ضاعت بكل أسف فلم نفعل أكثر من كتابة مقالات تافهات نشرتها الصحف وذهبت بذهاب الأمس. على إن في ذلك عبرة، هي إن دعوته لما تثمر الثمر الطيب، وإلا لعرفت المرأة المصرية قدر محررها فقامت بواجب غفل عنه الرجل.

أقول أن عام ١٩٣٤ عام حافل بالمناسبات، ففيه يكون قد مضى خمسة عشر عاما على وفاة جفني ناصف، ويكون قد مضى عشر سنين على وفاة المنفلوطي.

وفي أغسطس القادم يكون قد مضى عشرون عاما على وفاة جورجي زيدان. وفي ديسمبر القادم يكون قد مضى ثلاثون عاما على وفاة أمير الشعراء محمود سامي البارودي.

وفي هذا العام يكون قد مضى حولان على وفاة حافظ وما يزال (يقتضي أصدقاءه المخلص حفلة التأبين وتأليف الكتاب).

فماذا نعد لهذه المناسبات؟ أندعها تمر فنضع رؤوسنا في الرعام ونرمي بأنفسها في وهدة الذل والصغار، أم ننهز هذه الفرصة ولا ندعها تفلت من أيدينا؟

لست ادري ماذا تفعل جماعاتنا الأدبية على كثرتها حتى تهمل ذلك الواجب المقدس؟ أحق عليها ما كتب بمجلة كل شيء في عددها الأخير من إن جماعاتنا الأدبية تقوم على صرح واه لأنها ترمي إلى أغراض تلعب فيها الحزازات الحزبية والمآرب الشخصية الدور الأول!! وانه ينقصها روح التعاون والقدرة على كبح جماح العواطف الشخصية في سبيل الفكرة التي تعمل من اجلها الجماعة. . . إلى جماعة الأدب العربي، وجماع أبولو، والى أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر أتوجه بالرجاء أن يعالجوا ذلك النقص المعيب، فهم خير من يعهد إليهم ذلك الأمر.

وأخيراً اذكر الأدباء قاطبة بان يفوا لأسلافهم حتى يفي لهم إخلافهم. وإلا كان مصيرهم مصير من سبقهم: جحود وإنكار ونسيان.

طنطا

محمد محمد مكين

<<  <  ج:
ص:  >  >>