كان مكتب الإذاعة البريطانية بالشرق الأوسط قد رأى أن يقوم بتسجيلات ثقافية وموسيقية في بعض البلاد العربية إلى جانب ما يقوم به من هذه التسجيلات في مركزه بالقاهرة لتذاع في برنامج محطة لندن للإذاعة العربية.
وفي الأسبوعين الماضيين قام بهذه الرحلة الثقافية الفنية الأستاذ يحيى شرارة مدير القسم العربي بالإذاعة البريطانية والأستاذ إيفان جست ممثل محطة لندن في الشرق الأوسط وهو ابن الأستاذ جست المستشرق المعروف وصاحب كتاب (ابن الرومي - حياته وشعره) ومما يذكر استطرادا ان هذا الكتاب موضوع باللغة الإنجليزية ولم يترجم إلى العربية وقد أثبتت به نصوص الشعر باللغة العربية. وكان مع الأستاذ يحيى والأستاذ إيفان موظفون آخرون وآلات للتسجيل وقد قصدوا أولا إلى عمان عاصمة شرق الأردن حيث سجلوا أحاديث لبعض الأدباء هناك منها (الأدب في شرق الأردن) و (نهضة الشعر الحديث في شرق الأردن) ومما وقفنا عليه أن دعائم هذه النهضة الشعرية هم الشباب الذين يتابعون قراءة ما يصدر في مصر من الصحف والمؤلفات بشغف ويتأثرون بها وهم يغشون مجلس جلالة الملك عبد الله الذي يطارحهم الأشعار ويناقلهم الأحاديث الأدبية ومما سجلته إذاعة لندن في شرق الأردن كلمة لجلالته بمناسبة عيد استقلال شرق الأردن
ثم قصدوا بعد ذلك إلى بغداد فقاموا بتسجيل أحاديث، منها (الصحافة في العراق) و (المرأة والمجتمع العراقي) و (البترول في العراق) و (مجموعة من الأشعار يختارها ويلقيها ناظموها) وبين هؤلاء الشعراء الذين القوا ما اختاروه من أشعارهم شاعرات عراقيات تألقن هناك في ميدان الشعر منهن الآنسة عاتكة الخزرجي والآنسة نازك الملائكة.
وسجلوا مجموعة كبيرة من الأغاني والموسيقى وقد روعي في هذه المجموعة أن تمثل الفن العراقي القديم الذي يقوم على الأغنيات القديمة كالتي يكثر فيها ترديد (جانم ياللي) كما تمثل الفن العراقي الحديث الذي تغنى فيه الأناشيد واِلأشعار الحديثة أما الموسيقى فلا تزال في العراق عربية شرقية لم تتغلغل فيها نزعة التفرنج الموسيقى على الرغم من شيوعها في موسيقى الأفلام المصرية الطاغية على السوق هناك والفلم العراقي لم يولد بعد وهناك شركة أجنبية تحاول إنتاج أفلام عراقية ولا يقدر لها النجاح لأن اللهجة العراقية غير مفهومة تماما في خارج العراق والاستهلاك المحلي لا يكفي ولست أدري لم يقال بعدم نجاح