تتضح من هذا البحث ما تستحقه من الالتفات. فهذه الرغبات التي تظهر في الأحلام والتي تقلق نومنا تكون مجهولة لدينا ولا نعلم عنها شيئا إلا بعد القيام بتفسير الحلم، وعلى هذا فهي تستحق أن يطلق عليها (لا شعورية في الوقت الحالي) بالمعنى الذي استخدمنا به هذا الاصطلاح من قبل ولكنا يجب أن نعلم أيضاً إنها اكثر من (لا شعورية في الوقت الحالي) لأن الحالم كما رأينا مرارا ينكرها إنكارا باتا حتى بعد أن يقف على معناها عن طريق تفسير الحلم. وهذه الحالة تكرار للحالة التي صادفتنا من قبل عندما كنا نقوم بتفسير زلة للسان (تفيقوا) حيث أكد لنا الخطيب في حنق انه لم يشعر نحو رئيسه بعدم الاحترام بتاتا لا في ذلك الوقت ولا في أي وقت آخر. وبالرغم من هذا فقد تجاسرنا على الشك في قيمة هذا التأكيد وفرضنا بدلا من ذلك أن الشاب كان جهل مستديم بوجود هذا الشعور في نفسه. ونحن نجد أنفسنا في مثل هذا الوضع في كل مرة نقوم فيها بتفسير حلم من الأحلام التي تعرضت لدرجة عالية من التحريف. وعلى ذلك فإن في إمكاننا الآن أن نفرض أن هناك نزعات وعمليات في الحياة العقلية لا نعرف عنها شيء. وهذا يعطي كلمة (لا شعوري) معنى جديد فقط أصبح لا داعي كما رأيتم لأننلصق بها الصفة (في الوقت الحالي) أو (مؤقتا) لأنها قد تعني أيضاً (لا شعوريا مستديما) وهذه النقطة قد نعود إلى مناقشتها مرة أخرى فيما بعد.