وهذا يؤدي بنا إلى محاولة تفسير هذه العناصر (الخرساء) والاستعانة على ترجمتها بالرجوع إلى مصادرنا الخاصة. ولا شك في أننا سندهش كثيرا عندما نجد أننا سنتمكن، في كل مرة نقدم فيها على هذه الطريقة، من الوصول إلى معنى مقنع بينما يظل الحلم مفككا لا معنى له ما دمنا لم نعقد العزم على استخدامها وتجمع كثير من أمثال هذه الحالات المتشابهة يشد من أزرنا إذ أننا قد أقدمنا على التجربة في مبدأ الأمر في تهيب ووجل.
وبهذه الطريقة سنصل إلى ترجمة ثابتة لسلسلة من عناصر الحلم، كما هو الحال في الكتب العامية عن الأحلام حيث نعثر على مثل هذه التراجم لكل شيء يحدث في الحلم تقريبا. ولعلكم لم تنسوا بعد أننا عندما كنا نطبق طريقة الترابط المطلق لم نكن نقابل مثل هذه التراجم الثابتة لعناصر الحلم.
أظنكم ستقولون الآن إن هذا النوع من التفسير يبدو لكم أنه أقرب إلى الشك وأكثر تعرضا للنقد من طريقة الترابط المطلق السابقة، ولكن مهلا! فنحن لم نفرغ بعد كل ما في جعبتنا؛ فنحن عندما يتجمع لدينا من التجارب الواقعة عدد لا بأس به من أمثال هذه التراجم الثابتة، فإنه يتحقق لدينا بصفة قاطعة أنه كان في إمكاننا فعلا أن نملأ هذه الثغرات في التفسير إذا رجعنا إلى مصادرنا الخاصة، وإننا كنا في الحقيقة سنصل إلى معناها في غير ما حاجة إلى الأفكار المترابطة للشخص الحالم.
وهذا النوع من العلاقة الثابتة بين عنصر الحلم وترجمته يطلق عليه علاقة (رمزية) أما العنصر نفسه (فرمز) للفكرة اللاشعورية التي يعبر عنها الحلم. تذكرون أنني سبق أن قلت لكم عندما كنا نبحث في العلاقات المختلفة بين عناصر الحلم والأفكار الباطنة التي تستتر وراءها أن هناك ثلاثة أنواع من هذه العلاقات وهي: الاستعاضة بالجزء عن الكل، والإشارة أو التلميح، والتمثيل البصري. وقد قلت لكم عندئذ إن هناك علاقة رابعة ولكني لم أبين لكم نوع هذه العلاقة، أما الآن فإنني أقدمها إليكم وهي (الرمزية). وهذه العلاقة يرتبط بها كثير من النقط الهامة التي تصلح للدراسة، وعلى هذا فسنوجه إليها التفاتنا قبل أن نضع أمامكم ملاحظاتنا الخاصة عن الموضوع. فالرمزية قد تكون أهم جزء في نظريتنا عن الأحلام.
نرى قبل كل شيء أن الرمزية بما أنها علاقة ثابتة لا تتغير بين الرمز والفكرة التي يرمز