أظنكم ترغبون الآن في معرفة شيء عن طبيعة الرمزية في الأحلام وتودون الاطلاع على بعض الأمثلة. وإني ليسرني أن أقدم لكم كل ما أعلم عن هذا الموضوع، ولكني أعترف أمامكم أن معلوماتنا في هذا الشأن اقل مما كنا نرغب فيه.
العلاقة الرمزية في أساسها علاقة مقارنة ولكنها ليست مقارنة من أي نوع كان، فنحن نشتبه في أنها تخضع لشروط معينة ولو أننا قد لا نستطيع أن نحدد بالضبط نوع هذه الشروط.
فليس كل ما يمكن مقارنته بشيء أو حادث ما يظهر في الأحلام على شكل رمز له، كما أننا نجد من ناحية أخرى أن الأحلام لا تستخدم الرمزية لأي شيء كان بل تستخدمها فقط لعناصر خاصة من الأفكار الباطنة؛ أي أن هناك تحديدا من الناحيتين. ويجب علينا أن نسلم كذلك بأننا لا نستطيع في الوقت الحاضر أن نحدد بالضبط معنى الرمز كما نتصوره، فهو يبدو أحيانا كاستعاضة عن شيء أو تمثيل له، بل كثيرا ما يقترب جدا من الإشارة والتلميح. وقد يكون من السهل علينا في بعض الأحيان أن نتبين على الفور المقارنة التي بنيت عليها الرموز ولكن هناك حالات أخرى نحتاج فيها إلى البحث والتدقيق لمعرفة العامل المشترك الذي يدخل في هذه المقارنة المفروضة. وهذا العامل قد يظهر لنا إذا أعدنا النظر مرة أخرى، كما أنه قد يظل محجوبا عنا إلى الأبد وإذا كانت الرموز عبارة عن مقارنة فعلا، فإن مما يستلفت النظر حقا أن هذه المقارنة لا تتضح لنا من عملية الترابط المطلق، وأيضا إن الحالم لا يعرف عنها شيئا وإنما يستخدمها في غير وعي منه، بل إنه ليذهب إلى أكثر من هذا فيأبى أن يعترف بها عندما نوجه نظره إليها. ومن هذا ترون أن العلاقة الرمزية عبارة عن مقارنة من نوع خاص طبيعته غير واضحة لنا تماما، وربما كان في استطاعتنا فيما بعد أن نعثر على بعض الأدلة التي تلقى قليلا من الضوء على هذه الصفة المجهولة.