وهنا يهاجم الخوف الراعب قلب العامل العليل في عنف وشدة، فيخاف يومه، ويرهب غده، ويعيش في جو من الشك، وترتفع ثقته بالناس، ويلح عليه الإلحاد بالأوضاع، والكفر بالحياة. . . ثم لا يجد العيان يده التي تنتج الذهب، وتنال التراب. . . وقد تكون يده مبلولة بشيء من المال، فتجف بعد قليل، فينظر إلى ما زاد على الحاجة من ملبسه فيستغني عنه، ثم يتعلل بالغنى عن الضرورية فيبيعه، فإذا لم يجد من أخلاقه ما يباع التفت إلى أثاث بيته فتخفف، ثم باع ما زاد. . . ثم ما لم يزد!
صورة أليمة لا نجمع عناصرها من مادة الخيال، ولكن ننقلها من (خريطة) الواقع: أعرف بعض حالات من هذا النوع في هذا البلد، وما أعرفه ليس كل ما هو كائن. . . فماذا فعل الناس من أجل الناس، بل ماذا فعلوا من أجل أنفسهم في وقت يثير فيه الببغاوات حروب الأوضاع والأشكال؟!
أجيبوا أيها المسلمون الذين يؤدون زكاة الصحة والمال!!