للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أيتها الحبيبة أنسيت أنك جزء من هذا السحر.

- جزء.

- بل كل هذا السحر.

- إن حبك على شفتيك دائماً.

- إن قلبي لا يسعه ولذلك يفيض على شفتي.

- ألا تخونك شاعريتك أبدا.

- إنها ليست شاعرية بل شعور والشعور الصادق لا يخون، ولمعت عينا الشاب وهو يتكلم ثم رفع كأس البيرة ورشف منها رشفة طويلة ثم عاد يقول.

- إن هذهالبيرة جميلة. . . جميلة كشفتيك.

- بودي لو أعرف كم من ألوان البيرة تتذوق شفتاك.

- مهما تذوقت فأنت اللون الوحيد الذي يسكرني.

- إنك دائما تجيد الكلام. . . إني أحبك. . . ولكني أخشى على ثروتك التي تتبدد في سبيلي.

- أيتها الحبيبة. . . دعي شئون المال. . . وهل يذكر المال والجمال معا. . . إن المال هو العبد الذي يجود بكل شيء. . . والجمال هو السيد الذي يرخص في سبيله كل شيء. . . والحب. . . الحب. . . هو النافذة الوحيدة التي يطل مها الإنسان على الجمال. . . إني أدفع مالي وروحي ونفسي لتظل هذه النافذة مفتوحة أمامي إلى الأبد.

- أمين!

- بثينة!

وتلامست الأيدي واقترب الوجهان وامتزجت العطور الغالية في لحظة من الحنان الغامر فانسحبت القطة الصغيرة في سكون بعد أن أدركت أن هذين المخلوقين في حالة لا تسمح لهما بالالتفات إلى أي شيء. . . وسارت تتثاءب وتتمطى بين الموائد، ثم اجتذب انتباهها مائدة يجلس عليها شيخان قد ملأت وجهيهما التجاعيد وألقت عليهما الشيخوخة ظل من الهدوء والوقار. . . فجلست غير بعيدة ترقب ما يدور بينهما وتتبع الحديث دون أن تفهم شيئا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>