نطق كلمة (نصيحة) في البيت الأول بالنصب، ولفظ كلمة (الغل) في الثالث بفتح الغين.
واكتفى بتلك الأمثلة، وهي قليل من كثير، لأذكر بعض الملاحظات في التأليف والتمثيل، فقد ذكر أن (عبدة) صاحبة بشارة أتت إليه في خمس نسوة يطلبن منه شعراً يندبن به قريباً لهن قد مات. والذي نعلمه أن عبدة كانت إحدى القيان المتأدبات اللائي كن يقصدن بشاراً ليسمعن شعره، وكن يعابثنه ويغنينه؛ ولعل هذا كان فرصة يحسن انتهازها في موضوع الإذاعة لتقديم إحدى المغنيات لتغني قطعة رقيقة من شعر بشار.
ولم يكن من السائغ أن يرفع النسوة الخمس أصواتهن بضحكة مفردة وقد جئن حزينات على فقيدهن يطلبن شعراً لندبه. . . لم يكن من المفهوم أن يقول أحد الذين جاءوا يشكون بشاراً إلى أبيه لهجائه إياهم:(فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار) قبل أن يقول لهم برد: إنه أعمى وقد قال الله تعالى (ليس على الأعمى حرج) وما أظن هذا الممثل كان يعي ما يقول!
وبعد فإذا كانت (البرامج الخاصة) التي تريد محطة الإذاعة أن تذيعها عن أعلام العرب، ستكون على هذا المنوال، فخير لها وللأدب ألا تستمر فيها، بل يجب إعداد (تسجيل) بشار وعدم تكرار الإساءة بإذاعته.
هنا كما هناك:
كتب الأستاذ فرج جبران إلى (الأهرام) من أمستردام يصف زيارته للمعهد الشرقي في ليدن الذي يشرف عليه بعض المستشرقين، فقال (وفي هذا المعهد يجد الزائر نفسه محاطاً بالكتب العربية، ويسمع هؤلاء الأساتذة يتكلمون العربية، ويسألونه عن أحدث المؤلفات التي ظهرت وعن أخبار المؤلفين المصريين وغيرهم من أبناء العربة) ثم قال إنه يقصد إلى أن يوجه انتباه ولاة الأمور في مصر إلى مجهود ضخم هو وضع (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي شرع فيه المستشرقان ونسنك ومنسج، ولكنه لم يتم إلى اليوم لأن إتمامه يحتاج إلى معاونات مالية وأدبية منتظمة، وقال الكاتب:(وإن هذه المستعمرة العربية التي تعمل هنا في صمت دون أن يسمع بها عنها أحد لتتطلع إلى مصر، رافعة لواء الأدب العربية في الشرق، لكي تقدم لها يد المعونة).
وعلقت (الأهرام) على ذلك بدعوة وزارة المعارف إلى الاهتمام بهذا المشروع عن طريق مجمع فؤاد الأول للغة العربية (لأن وضع مثل هذا المعجم المفهرس داخل في اختصاصه