الشعوب المختلفة والعادات والأخلاق التي كانوا عليها، ومن طريقة استخدامهم اللغة في الشعر وفي الكلام الدارج. ففي كل من هذه المجالات المختلفة نعثر على نفس الرموز، وقد نستطيع في كثير منها أن نقف على المعنى المراد بغير حاجة إلى دراسة سابقة لها. فإذا نظرنا إلى هذه المصادر المختلفة كل على حدة فسنعثر على كثير من الرموز التي تطابق ما يظهر في الأحلام يضطرنا على الاقتناع بصحة طريقتنا في التفسير.
قلنا أن الجسم الإنسان كما يقرر (شرنر) كثيراً ما يرمز إليه في الأحلام بمنزل، فإذا توسعنا في هذا التمثيل الرمزي قليلا، فأن النوافذ والأبواب والبوابات تقوم مقام فتحات الجسم، والجدر كما قلنا أما أن تكون ناعمة ملساء، أو تحتوي على بروز أو شرفات تصلح للتعلق بها. وهذا التمثيل الرمزي نفسه نراه في اللغة الدارجة، فنحن مثلا نتكلم عن (سقف من الشعر)، كما إننا نقول عن شخص ما أن (طابقه الأعلى) ليس على ما يرام. وفي علم التشريح كذلك تسمي فتحات الجسم (بالبوابات).
وقد ندهش لأول وهلة عندما نجد أن الأباء والأمهات يظهرون في أحلامنا كملوك وملكات، ولكنا نجد شبيها لهذا في (الحواديت). إلا نشعر عندما نسمع كثيراً من (الحواديت) التي تبدأ بالكلمات: (يحكي يوم أن ملكا وملكة) إنها تعني بكل بساطة (يحكي ذات يوم أن أبا وأما.)؟ كما إننا نجد الأطفال في الحياة العائلية يلقبون بالأمراء على سبيل المزاح، والأكبر فيهم يلقب بصاحب السمو. والملك نفسه يدعي أبا الشعبة، وكذلك نجد الأطفال في كثير من الممالك يتحدث الناس عنهم كحيوانات صغيرة، فيقولون مثلا:(ضفدع صغير) أو (حشرة صغيرة) كما في ألمانيا.
والآن دعونا نعد مرة ثانية إلى التمثيل الرمزي بالمنزل. إذا كنا في أحلامنا نتخذ من البروز التي في المنازل حوامل نتعلق بها إلا يذكرنا هذا بقول عامي معروف جدا في اللغة الألمانية للدلالة على المرأة ذات الصدر الناضج وهو:(لأن لها شيئاً يستطيع المرء أن يتعلق به) بينما هناك قول عامي آخر للدلالة على نفس المعني وهو: (أن هناك كثيراً من الخشب أمام المنزل). كأنما كان هذا القول على بالنا عندما قلنا في تفسيراتنا أن الخشب يرمز إلى المرأة أو الأم.
وهناك شئ آخر يجب أن يقال بخصوص الخشب، فليس من السهل أن نري على الفور